الحياة المسيحية

الحياة المسيحية

حياة الجهاد الروحي

V تعريف :
+ فى اللغة العربية ، الجهاد : النشاط المبذول  جسميا وعقليا ويهدف الى غاية او هدف .
+ فى اللغة اليونانية ، الجهاد :  Agoniaِِ
+ فى اللغة الانجليزية ، جهاد : Struggle  

V مفهوم الجهاد الروحي :
X جهاد الإيمان : اى التمسك والحفاظ على الإيمان الارثوذكسى المسلم لنا من القديسين حتي نهاية الحياة كمثال شهداء الإيمان، ولا يكون بمنطق الشك أو اليأس بل بثقة أكيدة فى محبة الله ومعونته "جاهد جهاد الإيمان الحسن  وامسك بالحياة الأبدية "(1تى6: 12) 
X جهاد مستمر : نجاهد باستمرار لأن لنا عدو شرير يسعى لكى يبعدنا عن الله والحياة الأبدية "أنسى ما هو وراء وامتد الى ما هو قدام . أسعى (أجاهد) نحو الغرض (الملكوت السماوي) لأجل جعالة (فوز) دعوة الله العليا  فى المسيح يسوع."  (فى3: 13، 14) إن الله ينظر الى الحب والجهاد وليس الى النقائص والعيوب.
X جهاد ايجابي : اى جهاد فى التوبة والصلاة والصوم واقتناء الفضائل والحفاظ عليها " باذلون كل اجتهاد (جهاد) قدموا فى إيمانكم فضيلة. "(2بط1: 5) وهذا الجهاد استعلان قوة الله الغير المحدودة الممنوحة لنا بالروح القدس "من قوة الى قوة" (مز84: 7)
X جهاد سلبي : اى جهاد ضد الشيطان والعالم والخطية .. وعلينا أن نكون " مجاهدين ضد الخطية " (عب 12: 4 ).ونجاهد ضد شهوات العالم "لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه" "(مت16: 26) والكسل أساس كل سقوط وفتور روحي لا يقبله الله ""لأنك فاتر أنا مزمع أن اتقياك"(رؤ2: 16)
ما يحسب لنا هو جهادنا اليومى ، وليست القفزات الروحية العالية الوقتية.

V السيد المسيح مثلنا الأعلى فى الجهاد الروحي:  
   Xجهاده ضد الشيطان : وانتصاره عليه فى التجربة على الجبل فى ثلاث تجارب وانتهاره له     " قال يسوع اذهب يا شيطان .. ثم تركه إبليس وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه" (مت4: 1-10)
   Xجهاده فى الصوم : إذ صام أربعين يوما فى البرية   " صام أربعين نهارا و أربعين ليلة"(مت4: 2)
   Xجهاده فى الصلاة : كان كثيرا يقضى الليل فى الصلاة "وقضى الليل كله فى الصلاة"(لو2: 12)  وفى جهاده فى الصلاة على جبل الزيتون قبيل الصلب       "وإذ كان فى جهاد كان يصلى بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازله على الأرض" (لو22: 44) وقال    "صلوا لئلا تدخلوا فى تجربة"  (لو22: 46) فقد ترك لنا مثالا لكى نتبع خطواته.

V مساندة الملائكة والقديسين فى جهادنا الروحي :
إن الملائكة والقديسين تفرح بالنفوس المجاهدة بل ويحضرون لمساعدتها ، والملائكة يصعدون صلواتنا أمام عرش الله . كما إن القديسين يتشفعون لنا أمام الله "لذلك نحن أيضا لنا سحابة من الشهود (القديسين) مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامنا ."    (عب12: 1)
  
V الكنيسة والجهاد الروحي  :
الكنيسة تساند النفوس المجاهدة بالصلاة فى القداس الالهى "سهل لنا طريق التقوى.. رحمة للتائبين.. الساقطين أقمهم والقيام ثبتهم ..الخطاة الذين تابوا عدهم مع مؤمنيك ومؤمنيك عدهم مع شهدائك .."! وتقدم الكنيسة لنا سر التناول الذى "يعطى لمغفرة الخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه .." قال القديس مقاريوس " بهذا السر (التناول) تحفظون من الأعداء (الشياطين) ومن يتهاون بهذا السر فأن قوات الظلمة تقوى عليه."!

V سمات الجهاد الروحي :     
1-الجهاد القانوني : هو بذل الجهد والعمل من جانب الإنسان مع عمل النعمة الألهيه لأجل خلاص النفس من خلال الكنيسة وممارسة الإسرار ألإلهية   " أن كان احد يجاهد لا يكلل إن لم يجاهد قانونيا" (2تى2:5) قال القديس مقاريوس الكبير " لا غلبة بدون قتال (جهاد روحي) ولا إكليل بدون غلبة ."
2- الجهاد مع النعمة : مؤازرة النعمة فى جهادنا الروحي لأن "ملكوت الله (الحياة الأبدية) يغصب (بجهاد) والغاصبون (المجاهدون) يختطفونه" (مت11: 12) لان النعمة الإلهية لا تعمل فى الكسالى ولا بالجهاد وحدة تنمو الحياة الروحية "فتقو أنت يا ابني بالنعمة التي في المسيح يسوع (2تي 2 :  1) قال القديس مار اسحق "بقدر ما يجاهد الإنسان ويغصب نفسه من اجل الله ، هكذا معونة إلهية ترسل إليه وتحيط به وتسهل عليه جهاده وتصلح الطريق قدامه"
3- الجهاد بالصبر : يلزم الصبر لاستمرار واستكمال الجهاد الروحي فى حياتنا " لنحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامنا."(عب12: 2) كما إن حتمية الجهاد تستوجب ضبط النفس فى كل شيء  " كل من يجاهد يضبط نفسه فى كل شيء."(1كو9: 25) قال القديس مار اسحق "إن نعمة الله تقترب من الذين يجاهدون فى سبيل اسمه ، فيجعلهم ثابتين فى الصبر" 
4- الجهاد بالمثابرة : نجاهد لاستعلان الله فى حياتنا والامتلاء من النعمة الإلهية ، ونجاهد للمحافظة على ما حصلنا علية  والمثابرة حتى النهاية لان لنا عدو شرير يجول كاسد زائر ليسرق ما حصلنا علية " اصحوا واسهروا لان إبليس خصمكم كاسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو فقاوموه راسخين في الإيمان"(1بط5: 8) قال القديس مار اسحق " الموت فى الجهاد خير من الحياة فى السقوط".!

V مجالات الجهاد الروحى :
1- جهاد ضد الشيطان: نستطيع أن ننتصر فى حروب إبليس بقوة الله ومعونة الروح القدس "فان مصارعتنا.. مع أجناد الشر الروحية في السماويات(الشياطين)" (اف6 : 12) وهدف الشيطان أن يوقع الإنسان فى اليأس من التوبة وانه لا فائدة من الجهاد الروحى ، علينا ان نقاومه ولا نجهل أفكاره مؤمنين بانتصارنا علية  ""فقاوموه راسخين في الإيمان"(1بط5: 1) قال القديس يوحنا الدرجى       "الشيطان يقول قبل السقطة إن الله غفور رحيم ليبطل منك خوف الله فتسقط ، وبعدها يقول إن الله عادل جبار لتيأس فلا تقوم."!
2- جهاد ضد الخطية :" مجاهدين ضد الخطية "   (عب 12: 4 ) وعدم التهاون مع اى خطية مهما كانت صغيرة ، لذلك  قال القديس يوحنا ذهبي الفم  " كل خطية تبدو بسيطة وغير هامة تقود الى خطايا اكبر لذا يجب مقاومتها فى بدايتها وسحقها بقوة المسيح."
3- جهاد فى التوبة : أهمية التوبة "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون"(لو13: 3) فأن التوبة هى فى كل وقت، قال القديس انطونيوس" اطلب التوبة فى كل لحظة ولا تدع نفسك للكسل لحظة واحدة." وأن بالتوبة والاعتراف تغفر جميع الخطايا "فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم" (أع3: 29) قال القديس ماراسحق "ليست خطية بلا مغفرة إلا التي بلا توبة".
4- جهاد لاقتناء الفضيلة : "وانتم باذلون كل اجتهاد (جهاد) قدموا فى إيمانكم فضيلة"(2بط1: 5) الجهاد فى اقتناء فضائل وثمار الروح  " وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف"(غل5:22) قال القديس مار اسحق "إن جميع الفضائل التى نقتنيها بالتعب ، إن كنا نتهاون فى عملها تضيع قليلا قليلا."
V بركات الجهاد الروحي :
1- النمو الروحي :
  نتيجة الجهاد الروحي ننمو روحيا ، نمو فى النعمة اى العمل الروحي فى قلب الإنسان وسلوكياته بقوة النعمة الإلهية ، ونمو فى المعرفة اى الفهم الروحي والفكر السليم إيمانيا وعقائديا ومعرفة حقيقية للمسيح "انموا فى النعمة ومعرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح" (2بط 3: 18) ونمو فى المحبة والفضائل الروحية " لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب"(1بط2: 9)
2- النصرة على الشيطان :
لقد جاء المسيح لكي ينقض أعمال إبليس ويعطينا النصرة عليه "ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو (الشيطان)  ولا يضركم شيء"(لو10: 19) " فأخضعوا لله قاوموا إبليس فيهرب منكم " (يع4: 7) يلزمنا أن نخضع لله ونقبل ملكوته وبعد ذلك نقاوم ونجاهد إبليس فلا يكون له سلطان علينا بل يهرب منا بمعونة الروح القدس ، قال القديس مار اسحق "بالروح القدس ننال قوة لنقاتل ضد شهوات الخطية والشيطان".!
3- نوال إكليل البر :
لا إكليل بدون غلبة ولا غلبة بدون جهاد روحي .
" أن كان احد يجاهد لا يكلل إن لم يجاهد قانونيا " (2تى2:5) اى جهاد روحي من اجل الله والحياة معه وخلاص النفس والناس وهذا الجهاد الروحي له مكافأة عظيمة فى السماء وهى إكليل البر كقول بولس الرسول بعد جهاده " قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان و أخيرا قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل و ليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضا"(2تى4: 7،8 ).
يارب اغفر لنا كل ضعفاتنا التى انت تعرفها .

هناك 3 تعليقات:

  1. هل الصلاة بلجاجة
    وبلا اعمال هل ستكون لها معني
    واقصد بلا اعمال اي لا اجد الوقت بسبب عملي او لاني لم اجد انسان احاول ان افعل معه فعل الخير

    ردحذف
    الردود
    1. طالما تبذل الجهد لخلاص نفسك وتصلي وتداوم عليها،وتحصل علي الاسرار بانتظام ،بالنسبه لعمل الخير فسوف تاتي الفرصه لتصنع خير فاصنعه

      حذف
  2. هل لديكم سلسلة صوتية متكاملة عن مراحل الحياة الروحية يمكن تطبيقها بتدرج للوصول الى مرحلة متقدمة من الارتقاء و السعادة الروحية ؟؟

    ردحذف