الحياة المسيحية

الحياة المسيحية

حياة الرجاء

 اعداد: ميشيل نجيب دميان

تعريف
 فى اللغة العربية، الرجاء: الأمل 
 فى اللغة اليونانية: رجاء: Helpis
 فى اللغة الانجليزية، الرجاء: Hope

مفهوم الرجاء : 
رجاء فى الله : هو أعظم رجاء لأنه هو الرجاء الأكيد الذى لا يخذل "إن إيمانكم ورجاءكم هما في الله" (1بط1: 21) لأن الله "يريد أن جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون" (1تي 2 : 4)
+ رجاء فى المسيح : لانه أعطانا حياة أفضل فقد قال "أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يو10: 10) وفيه الخلاص من سلطان إبليس ، وغفران خطايانا والحياة الأبدية "الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية" (يو 6 : 47)
+ رجاء فى السماء : هو رجاء مفرح ويسعد الإنسان ويعطيه صبر واحتمال للألم والضيقات .. "من اجل الرجاء الموضوع لكم في السماوات الذي سمعتم به قبلا في كلمة حق الإنجيل" (كو 1 : 5)
+ رجاء فى النجاة : فأن الشكر فى الشدة والتجربة يعين على الخلاص منها ، أو يحولها الله إلى بركة والفرح فى احتمال الضيقات والتجارب .. فى رجاء وصبر وعدم تذمر او خوف .. " فرحين في الرجاء صابرين في الضيق"(رو12: 12) 
+ رجاء فى مستقبل أفضل : لو فقد الإنسان الرجاء فقد كل شيء ، لان الإنسان يقع فى اليأس والقلق .. ، ويصبح بلا هدف وقد يقع فى يد الشيطان ، وأولاد الله عندهم رجاء ايضا فى الحياة الأخرى . ليتنا بدلا أن ننظر إلى الحاضر المتعب الذى أمامنا ، ننظر بعين الرجاء إلى المستقبل المبهج فى يد الله " لنتمسك بإقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو أمين"(عب 10 : 23)

الله و الرجاء: 
+ الله اله الرجاء: لأهمية الرجاء دعى الله اله الرجاء "ليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام "(رو15 : 13)
+ الله مصدر الرجاء وفيه الرجاء : في حياة الرجاء نؤمن أن الله قادر على كل شئ ، وإنه باستمرار يعمل لأجلنا وأنه ينقذنا من كل ضيق "وهو(الله) ينجي الذي لنا رجاء فيه انه سينجي ايضا فيما بعد."(2كو1: 10) لذلك رجائنا فيه " إن إيمانكم ورجاءكم هما في الله"(1بط1: 21) 

السيد المسيح مثلنا الأعلى فى الرجاء: 
+ هو رجاء جميع الأمم : لقد انتظرت البشرية الرجاء فى الحياة الأبدية والنجاة من الهلاك ، سنين طويلة منذ خطية ادم ، حتى جاء المسيح فى ملء الزمان مخلصا من الهلاك "وعلى اسمه يكون رجاء الأمم"(مت12: 21)
+ المسيح رجاء الخلاص والحياة الأبدية : ان الخلاص من الهلاك الابدى هو فقط فى المسيح " لأننا بالرجاء خلصنا (بالمسيح) "(رو8: 24) "صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص ابدي" (عب5: 9) "حتى اذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية" (تي3: 7) قال القديس اغناطيوس "المسيح رجاؤنا الذي نشترك معه في الحياة الخالدة إذا عشنا فيه منذ الآن.“
أعطى رجاءا للخطاة : دعوته لزكا العشار وقبول توبته "فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت " (لو 19 : 9) وخلص المرأة الخاطئة من الرجم وأعطاها رجاء فى التوبة "فقال لها يسوع ولا أنا أدينك اذهبي ولا تخطئي ايضا" (يو8: 11) وأعطى رجاء لتلميذه بطرس الذى أنكره بعد أن "بكى بكاء مراً" (مت26 : 75) وأصبح بطرس رسول الرجاء وكتب كثيراً عن الرجاء فى رسائله .

الروح القدس والرجاء :
الروح القدس يقوى رجائنا :الروح القدس يقوى ويزيد الرجاء حتى لا يقع الإنسان فى يأس او قنوط..الخ "لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس" (رو15 : 13) ان الروح القدس يعطى رجاء الخلاص والغفران والحياة الأبدية .. 

سمات الرجاء المسيحي :
1- الرجاء الدائم : فى كل الأحوال والأوقات والظروف فأن الرجاء يعطى اطمئنان للإنسان "وتطمئن لأنه يوجد رجاء"(اي11: 18) فأن رجائنا هو فى "ربنا يسوع المسيح رجائنا"(1تي1: 1) ويقترن الرجاء بالصبر والاحتمال " والصبر تزكية والتزكية رجاء والرجاء لا يخزي."(رو5: 4) ويكون الرجاء الى المنتهى فإن الرجاء الصحيح يمتزج تماما بمعرفه الله الكلى المحبة والصلاح الممسك بكل شيء ، عندما نثق بالله أبينا يهرب الخوف منا "فرحين في الرجاء صابرين في الضيق.." (رو12: 12) قال القديس انطونيوس "كل ما يحل عليك من خير أو شر أقبله بالشكر وأعلم أنه لن ينالك شيء إلا بسماح من الله."
2- الرجاء مع الإيمان والمحبة : فالإيمان يلد الرجاء والذى له رجاء فى الله يحبه وهكذا يصل الى قمة العلاقة بالله فى المحبة "أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة" (1كو13 : 13) لذلك نثق فى وعود الله لنا " لنتمسك بإقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو أمين" (عب10: 23) قال القديس يوحنا الدرجى"الإيمان شعاع والرجاء نـور والحب شمس." 
3- الرجاء مع الجهاد : يلزم الرجاء فى جهادنا الروحي فى النصرة والحياة الأبدية " إن كل واحد منكم يظهر هذا الاجتهاد عينه ليقين الرجاء الى النهاية"(عب6: 11) ونمسك بالرجاء الذى هو كمرساة لحياتنا فى بحر العالم " لنمسك بالرجاء الموضوع أمامنا ، الذي هو لنا كمرساة للنفس مؤتمنة وثابتة."(عب6: 18) قال القديس اثناسيوس الرسولى "يلزمنا أن نستعد للمعركة الروحية غير واضعين أمامنا سوي مجد الحياة الأبدية وإكليل الإعترف بالرب غير مهتمين بما سيقابلنا من عذابات." وقال القديس مار اسحق السرياني "إن نعمة الله تقترب من الذين يجاهدون فى سبيل اسمه فيجعلهم ثابتين." 

مجالات الرجاء: 
1- رجاء فى الخلاص : الخلاص الارثوذكسى هو :
خلاص نلناه : الخلاص من الخطية الجدية وسلطان ابليس بدم المسيح ، بالإيمان والمعمودية والميرون .. " من أمن وأعتمد خلص "(مر16 :16) 
خلاص نحياه : التمتع بخلاص المسيح بوسائط النعمة والخلاص ، بالتوبة والاعتراف والتناول والصلاة.. " تمموا خلاصكم بخوف ورعدة " (في2 : 12) 
خلاص نترجاه : الخلاص من جسد الفساد والعالم الفانى ونوال جسد القيامة ومجد السماء " ويخلصني لملكوته السماوي" (2تي4 : 18) " لأننا بالرجاء خلصنا"(رو 8 : 24)
2- رجاء فى التوبة : ثق ان كل ضعف معه قوة وكل سقوط معه قيام وكل خطية معها توبة وغفران ، إن الشيطان لا يريد احد أن يتوب وذلك بأساليب كثيرة منها تأجيل التوبة او الوقوع فى اليأس "لا تؤخر التوبة الى الرب ولا تتباطأ من يوم الى يوم"(سيراخ 5 : 8) قال القديس يوحنا الدرجى" قبل السقطة يقول الشياطين إن الله محب للبشر , وبعد السقطة يقولون انه صارم لا يرحم." فلا تظن إن هناك خطية كبيرة على رحمة الله انه رؤوف رحيم طويل الروح وكثير الرحمة " وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع الى التوبة" (2بط 3: 9) قال القديس اغسطينوس "إن لم تكن الخطية قد انتزعت منك فيجب ألا ينتزع منك الرجاء فى الغفران." 
3- رجاء فى التجارب : ان أحاطت بك التجارب والضيقات اعلم إن كل مشكلة لها حلول كثيرة وكل باب مغلق له فى يد الله مفاتيح "وهو الذى يفتح ولا احد يغلق"(رؤ3: 7)، وان كنت فى حالة حزن ويأس فثق إن حزنك سيحوله الله الى فرح " فرحين في الرجاء صابرين في الضيق"(رو12: 12) فالرجاء يمنع الخوف والقلق ويبعث الاطمئنان والفرح " احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة." (يع 1 : 2)

بركات حياة الرجاء : 
1- كل الأشياء للخير : نقصد الخير بالمقاييس الإلهية وليس الخير بمفاهيمنا البشرية " ونحن نعلم ان كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله."(رو8: 28) الله صانع الخيرات هو الذى نرجوه وهو الذى نعلق رجائنا عليه ففى بعض صلوات القداس الالهى " يا رجاء من ليس له رجاء ومعين من ليس له معين .." وفى المزمور "الاتكال على الرب خير من الاتكال على البشر، الرجاء بالرب خير من الرجاء بالرؤساء."(مز118: 9) قال القديس اغسطينوس "احذر من اليأس من نفسك فقد أوصيت أن تتكل على الله لا على ذاتك."
2- الفرح الدائم : ان الإنسان الذى يرجو وينتظر الرب ، ليس فى قلق او تذمر او شك فأنه ينعم بالفرح الدائم "فرحين في الرجاء.." (رو12: 12) ان التطلع الى الأبدية يخفف من وطأة الخوف من المستقبل ويخلصنا من قيود لأرض "على رجاء الحياة الأبدية التي وعد بها الله.."(تي1 : 2) كلما تمسك الإنسان بالرجاء وتطلع الى فوق نحو الأبدية كلما زال عنه الخوف والقلق ونعم بالاطمئنان والسلام والاستقرار " قال القديس اغسطينوس "الرجاء يدفع الإنسان تجاه الأبدية نحو المستقبل فى إيمان عملى ومثابرة مع فرح وبهجة وسط الآلام."
3- المجد الابدى : ان رجائنا فى المجد هو فى يسوع المسيح وهو يعطينا عربون هذا المجد هنا على الارض "المسيح فيكم رجاء المجد" (كو1: 27) وننتظر كمال الرجاء الابدى فى ظهور المسيح الثانى "منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح" (تي 2 : 13) ويتحقق هذا المجد الابدى فى السماء "متى اظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون انتم ايضا معه في المجد" (كو 3 : 4) قال القديس يوحنا سابا "طوبى لمن انكشف له موطنه الأبدي وإلى هناك ألتهب بالشهوة والشوق طوبى لمن أقتنى أعمالاً صالحة للبلد الأبدي وجعل القديسين رفقاءه ." 

    يا يسوع لقد اتيت لتكون لنا حياة ، ولتكون لنا بوفرة.

V تدريبات لحياة الرجاء :
+ ليكن لك نظرة مشرقة للحياة ، ولك رؤية للمستقبل متوقعا الخير، ولك رؤية بعيدة الى المستقبل الأبدي فى السماء .
+ لا تنظر الى الحاضر المتعب الذى يبدو امامك ، بل انظر بعين الرجاء الى المستقبل المبهج فى    يد الله .
+ ثق ان لكل مشكلة لها عند الله حلول، وكل باب مغلق له عند الله مفاتيح ، وكل سقوط لابد ان يكون معه قيام ونصرة وكل ظلمة بعدها نور.
+ ان الرجاء يعطيك الفرح الدائم بالرب القادر على فعل المستحيلات لأنه كما نعرف جميعا لا يستحيل على الرب شيء ..
+ ابعث بروح الرجاء فى كل من حولك ، مستبشراً ومجاهداً غير متواكل او  كسول ، باذلا كل الجهد من اجل مستقبل افضل .
+ هذه صلاة ينصح بها الشيخ الروحانى:

"يا إلهى يا رجائى ومتكلى مثل مشيئتك دبر حياتي ، المر الذى تريده أنت أحلى من الشهد الذى أريده أنا".

هناك 4 تعليقات:

  1. الرجاء الوحيد لنا هو فى يسوع المسيح رجائنا فى الدنيا وفى الابدية .

    ردحذف
  2. اكتر من رائع الله قادر ان يستخدمه لمجد اسمه ويباركك ويبارك خدمتك ونحياة حياة الرجاء

    ردحذف
  3. انت انسان رائع مجهود هايل ربنا يقويك

    ردحذف
  4. الرجاء هو الباب المقتوح علي الابدية مانتوقعه نناله بالرجاء الرجاء هو الطاقة الايجابية التي تبدد الياس وحيل ابليس

    ردحذف