الحياة المسيحية

الحياة المسيحية

حياة الاستعداد

V تعريف :
+ فى اللغة العربية ،الاستعداد : الثبات والدوام
+ فى اللغة الانجليزية ، الاستعداد : Readiness

V مفهوم الاستعداد :
X استعداد للعمل الصالح : يجب أن يكون لنا استعداد دائم للعمل الصالح ، إن الأعمال الصالحة هى التى يتوقع العالم أن يجدها عند المسيحي " لكي يكون إنسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح"(2تي3 :17)
X استعداد للصلاة : الصلاة شركة مع الله وصلة بين العبد وربه ، وتكون الصلاة فى كل وقت وفى كل مكان " انه ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل."(لو18: 1) فأن الصلاة تفتح جميع الأبواب المغلقة وتحمى من تجارب وحروب إبليس "اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف"(مر 14: 38)
X استعداد للتناول : هو استعداد روحى واستعداد جسدى ، الاستعداد الصحيح هو التوبة الصادقة وتسليم الحياة لله والعيشة له فى قداسة وتقوى والتخلص من ضعفات النفس المعطلة  "إذا أي من أكل هذا الخبز او شرب كاس الرب بدون استحقاق يكون مجرما في جسد الرب و دمه . ولكن ليمتحن الإنسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس" (1كو11: 27،28)  
X استعداد للشهادة لله : أن نشهد لله بكلامنا وأعمالنا ..الخ إننا مؤمنين وأولاد الله " قدسوا الرب الإله في قلوبكم مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف"(1بط3:  15)
X استعداد للموت: فأن الموت حكم عام على كل البشر "لا تخش قضاء الموت اذكر اوائلك وأواخرك هذا هو قضاء الرب على كل ذي جسد"(سيراخ 41 :  5)  لذلك يجب علينا ان نكون مستعدين للموت فى كل وقت       وذلك بالإيمان القوى والأعمال الصالحة " فكونوا انتم إذا مستعدين (للموت) لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان (ياتى المسيح للحساب) " (لو12: 40)

Vالسيد المسيح مثلنا الأعلى فى الاستعداد :
X استعداده لعمل مشيئة الله : فقد كان على استعداد كامل لعمل إرادة الآب " لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني" (يو6: 38)
X استعداده لخلاص البشر : كان مستعدا لتحمل الآلام والصلب لإتمام عملية الخلاص وفداء الإنسان " لان ابن الإنسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك" (مت 18: 11)
X أعطى أمثلة عن الاستعداد :
1- ضرورة الاستعداد للقاء الربّ الديَّان :  مثل العبيد الساهرين منتظرين سيدهم متى ياتى ليلا  "فكونوا انتم إذا مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان "     ( لو12: 35-38 ) فإن المسيح يعمل لهم ما عمله السيِّد لعبيده الأمناء لمَّا جاء ليلاً ووجدهم ساهرين ومستعدِّين للقائه ، لقد أجلسهم إلى المائدة وخدمهم ، هكذا يعمل يسوع في الملكوت السماوي, يُجلِسُهم إلى مائدة الأبرار والصدِّيقين, ويغمرهم بأفراح السعادة الأبديَّة.    
2- الاستعداد لساعة الموت : مثل السهر والاستعداد لساعة وصول رب البيت " انظروا اسهروا وصلوا لأنكم لا تعلمون متى يكون الوقت.. أسهروا إذا لأنكم لا تعلمون متى يأتي رب البيت أمساء ام نصف الليل ام صياح الديك ام صباحا.."(مر13:35-53) فيجب الاستعداد الموت الذى ياتى بغتة فى اى مرحلة من مراحل العمر.
3- المكافأة أو العقاب  : مثل الوكيل الأمين الذى يكافئه سيده " طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا بالحق أقول لكم انه يقيمه على جميع أمواله.."     أما الذى لم يؤدى عمله بدون أمانة وإخلاص فيعاقبه "فيقطعه ويجعل نصيبه مع ألخائنين." (لو12: 42-46)    أنَّ المسيحي ينال المكافأة أو العقاب بحسب تصرُّفه في هذه الحياة فإن كان سلوكه فاضِلاً وموافقاً لوصايا الله , كسلوك العبد الصالح المذكور في المثل , نال في السماء السعادة الأبديَّة مكافأةً له. وإنْ كان سلوكه شرِّيراً ومناقضاً لشرائع الله , كسلوك العبد الشرير نال فى الجحيم العذاب الابدى عِقاباً له.

V سمات الاستعداد  المسيحي :
1- الاستعداد الروحى : فقد طوب الرب الساهرين على حياتهم الروحية فقال "طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين"(لو12: 37) ومعنى العبيد الساهرين أن يكون كل منهم ساهرًا على خلاص نفسه وعلى أبديته ومنتبهًا إلى روحياته بكل حرص ، فالاستعداد الروحى للانسان المؤمن يكون بالأعمال الصالحة والتقوى لملاقاة الرب بعد الموت الذى يكافئه أو يعاقبه بحسب ما قام به في حياته على الأرض من أعمالٍ صالحة أو أعمالٍ شرِّيرة.
2- الاستعداد الدائم : لأننا لا نعلم فى أى ساعة يطلب منا أن نقدم حساب وكالتنا إلى الله  "فكونوا انتم اذا مستعدين لانه في ساعة لا تظنون ياتي ابن الإنسان" (لو12 : 40)  ولأن إبليس عدونا لا ينام وهو ساهر دائماً لمحاربتنا فمقاومته تحتاج إلى استعداد دائم " اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو "    ( ابط 5: 8) ويلزم للاستعداد الدائم الجهاد الروحى والمثابرة إن جهادنا من اجل الملكوت وسعينا الحثيث نحوه يؤمنان رفقه ومودة الله ونعمته لنا  قال القديس مار اسحق " بقدر ما يجاهد الإنسان ويغصب نفسه من اجل الله ، هكذا معونة إلهية ترسل إليه وتحيط به وتسهل عليه جهاده وتصلح الطريق قدامه ".
3- الاستعداد لمجيء الرب: نستعد استعداداً روحياً، كاملاً، وجاداً " فاستعد للقاء ألهك "(عا 4 : 12) فأن مجيئة يكون فجائياً  "اسهروا إذاً لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم."( مت 42:24) الأمر الذي يجب أن يستعد المؤمنون له هو لقاء الرب عند مجيئه الثاني ، فقد كان المؤمنون فى الكنيسة أيام الرسل من شدّة تعلّقهم به ، أصبح هو التحية المفضلة بينهم عند التلاقي كان كل مؤمن يبادر أخاه المؤمن بالقول "ماران آثا" (1كو 16 : 22) وهي كلمة أرامية تعني الرب قادم ، كما أن مجىء الرب يسوع يكون للحساب والمجازاة  "فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله." (مت 27:16) وقد كتب الرسل كثيرا عن مجيء الرب .

 V مجالات الاستعداد :
1- استعداد بإيمان عملى : إن لم يكن الإيمان عاملا بأعمال صالحة تمجد الله يكون ميتا  "هكذا الأيمان أيضا إن لم يكن له أعمال ميت في ذاته"(يع2: 17)  فالإيمان العملي هو الإيمان الذى تظهر ثماره وعلاماته واضحة فى حياة الإنسان بحيث تشهد أعماله وأقواله وسلوكه انه شخص مؤمن " جربوا أنفسكم هل انتم في الإيمان" (2كو13: 5) فأن الرب يسوع فى مجيئه يطلب الإيمان به "متى جاء ابن الإنسان ألعله يجد الإيمان على الأرض" (لو18 : 8) قال القديس يوحنا الدرجى "الإيمان أبوه العمل وأمه القلب الصادق ، الأول يبنيه والثاني يجعله لا شك فيه ."
2- استعداد بتوبة دائمة : التوبة هى بداية العلاقة مع الله وعلينا أن نطلب مساعدته للتوبة " توبني فأتوب لأنك أنت الرب الهي"(أر31: 18) وتشمل التوبة عن كل خطايا الفكر والفعل ..الخ وأيضا التقصير فى وسائط النعمة من صلاة وتناول او اى عمل صالح..الخ وهى طريق طويل غايته القداسة والكمال " فكونوا انتم كاملين .." (مت5: 48) فالتوبة تفريغ للخطية وعنصر الشر الذى فينا وامتلاء من النعمة والبر وثمر الروح ..الخ "فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة"(مت3: 8) قال القديس الشيخ الروحانى "اطلب التوبة قبل ان يطلبك الموت فإن بعد الموت ليست هناك توبه ."  
3-  استعداد بأعمال صالحة : ان كان الله ساكنا فينا فيجب أن يكون هناك تدفقا من أعمال الصالحة فى حياتنا "لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (اف2 : 10) فيجب أن يكون لنا استعداد دائم للعمل الصالح الذى يمجد الله  "لكي يكون إنسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح" (2تي3 :17) ان اعمال المحبة هى التى تميز أعمال البشر ، قال القديس صفرونيوس "الأعمال الصالحة تبعدنا عن طريق الموت (الابدى) أما المحبة فهى التى تهبنا الحياة (الأبدية)"

   V بركات حياة الاستعداد :
1- الفرح والسعادة : طوب الرب المؤمنين المستعدين للقاء الرب "طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين "(لوقا 37:12) وكلمة طوبى تعني يا لسعادة ، أو يا لغبطة ، ففرح المستعدين هنا فى الأرض وايضا فرح فى السماء كما جاء بسفر الرؤيا "طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عريانا ً" (رؤ 15:16) قال القديس موسى الاسود " عد نفسك للقاء الرب فتعمل حسب مشيئته افحص نفسك هاهنا واعرف ماذا يعوزك فتنجو من الشدة في ساعة الموت ويبصر اخوتك اعمالك فتأخذهم الغيرة الصالحة." !
2- الاستنارة : ان اليقظة الروحية تعطى استنارة داخلية  "استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح" (أفس 14:5) أي نستنير بنور المسيح ، كان النداء في العهد القديم "قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك" (اش 1:60). فتجاوبنا مع هذا النداء قد ايقظت نفوسنا واستنارت حياتنا فصرنا بذلك نوراً للعالم "نظروا اليه واستناروا ووجوههم لم تخجل"(مز34: 5) قال القديس غريغوريوس " الاستنارة ؛ مركب يسير تجاه الله  برفقة المسيح أساس الدين ، تمام العقل ، مفتاح الملكوت ، استنارة الحياة."!

3- لقاء الله : فكم يكون السرور والابتهاج والفرح الغامر لرؤية الرب يسوع والسجود له " لأننا جميعا سوف نقف امام كرسى المسيح "(رو4: 10) لقد قبل العريس السماوي العذارى الحكيمات المستعدات (المؤمنين المستعدين) ورفض العذارى الغير مستعدات "والمستعدات دخلن معه الى العرس " (مت  25 : 10) وعبر السنين يتردد النداء لكل انسان " استعد للقاء الهك"(عا4: 12) فهو لقاء سعيد وفرح اكيد للمؤمنين بالمسيح الابرار ! وهو لقاء كئيب وحزن عميق لغير المؤمنين والأشرار ! حيث ينال الابرار عربون السعادة والطوباوية فى الفردوس ، وينال الاشرار عربون الشقاء والعذاب فى الجحيم .!

هناك تعليقان (2):

  1. أمين يارب أعطنا حياة الأستعداد

    ردحذف
  2. امين يارب

    ردحذف