الحياة المسيحية

الحياة المسيحية

حياة البر

تعريف :
 + فى اللغة العربية ، البر : الخير والصلاح


 + فى اللغة العبرية ، البار : Saddiq  (صديق) تعنى الذى فحصة الله وقرر تبريره او براءته
 + فى اللغة اليونانية ، البر : Thikuoseny           
+ فى اللغة الانجليزية البر: Righteousness
مفهوم البر :
+ بر مطلق : هو بر الله وبره كامل وشامل ودائم وكل أعماله بر وقداسة وهو مصدر كل بر وقداسة للإنسان "و يتعالى رب الجنود بالعدل و يتقدس الإله القدوس بالبر."(أش5: 16) والله  البار القدوس ..، سيكافئ كل إنسان بحسب أعمال برهوصلاحه .. "لأن البر خالد" (حك1: 15)
+ بر نسبي : هو بر الإنسان وهو  نسبي يتناسب مع مدي المحبة لله  والعمل  بوصاياه ، كما إن البر درجات فى الفضيلة والقداسة..الخ   "مملوئين من ثمر البر الذي بيسوع المسيح ." (فى1: 11) ان البر هو الصلاح والعدل والاستقامة .. فى الحياة ، بدون تعدّ على وصايا الله .
+ بر ذاتي : اى إنسان يعتقد انه بار وانه لا يخطئ . فأن البر الذاتي دليل على الكبرياء فقد وبخ المسيح الفريسيين على برهم الذاتي  وقال أيضا مثل الفريسى والعشار " قال لقوم واثقين بأنفسهم  أنهم أبرار ويحتقرون الآخرين هذا المثل .. نزل الى بيته (العشار) مبررا دون ذاك (الفريسى) لان كل من يرفع نفسه يتضع و من يضع نفسه يرتفع."(لو18: 9- 15)  فأن البر الذاتى يمنع بر المسيح  "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله متبررين مجانا"(رو 3 : 23)
 التبرير : ان التبرير هو اعلان براءة شخص من كل ما ارتكبه من جرائم ، اذن هو تبرئة له وبتبريره يعتبر باراً رغم كونه مجرماً !. هناك فرق بين البراءة والتبرير ، فالبراءة للإنسان انه غير مدان أو مذنب ، أما التبرير هو أنه مدان ومذنب ولكن نال التبرير والغفران بدم المسيح              " متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح."(رو3: 24) فقد اتم السيد المسيح القضاء والرحمة على الصليب ، اذ حمل خطايانا واعطانا بره ، لذلك ان التبرير بالمسيح نعمة مجانية .
 الله والبر  :
+ الله هو البار فى كل أعماله : نحو كل خليقته " إلهنا بار في كل أعماله." (دا9: 14) فأن البر صفة من صفات الله ، والله هو مصدر البر والقداسة ، والله قدوس ويقدي والله بار ويبرر.
+ بر الله : إن المسيح هو بر الله المعلن للإنسان  لقد أعطى الله بره للإنسان بالإيمان بيسوع المسيح "لان فيه (المسيح) معلن بر الله بإيمان أما البار فبالإيمان يحيا (فى المسيح)"                 (رو1: 17)  قال القديس مار افرام السرياني " يارب ..منك البر فنصير نحن البشر أبرارا." 
ربنا يسوع المسيح مثلنا الأعلى فى البر:
+ المسيح البار فى حياته : عاش فى بر وقداسة وبدون خطية ، وقال من منكم يبكتني على خطية وأعطانا نفسه مثالاً فى البر والقداسة .. " تاركاً لنا مثالاً لكي تتبعوا خطواته." (1بط2: 21)
+ عمل المسيح البار هو التبرير : فى نبوة اشعياء النبى عن المسيح " عبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها"(أش53: 11) وتحققت النبوات فى مجيء المسيح وخلاصه يبرر المؤمنين به " لإظهار بره (الله) في الزمان الحاضر ليكون باراً (المسيح) و يبرر من هو من الإيمان بيسوع."(ور3: 26) قال القديس كيرلس "التبرير بالمسيح واسطة لنوال الخلاص"
+ طوب المسيح طالبين البر: فقد قال " طوبى للجياع والعطاش الى البر فأنهم يشبعون.." (مت5:6 ) الذى يجوع ويعطش الى البر ، الذى هو المسيح"البار" والى النعمة التى يمنحها للمؤمنين باسمه القدوس.. ، ان الجوع الى حياة البر ، يؤدى الى الشبع بنعمة الله الغنية ..ان عطايا الله تنتظر من يديدها ، مثلما قال الآباء " الفضيلة تريدك ان تريدها."
 البر من ثمر الروح القدس  :
X ثمرة البر : من ثمار الروح القدس المقدسة  " لان ثمر الروح هو في كل صلاح و بر وحق" (أف5: 9) قال القديس باسيليوس الكبير "الروح القدس : يعين ، يقدم للضعفاء يدا تمسك بهم  ، يرفع القلوب الى أعلى ، يقود المتقدمين الى بلوغ الكمال ،  ينير كل من تنقى ويجعله روحانيا بشركته معه ، يعطى فرح لا ينتهي."
 سمات البر  المسيحي :
1- المسيح برنا : فلا يوجد بر الا بالإيمان بالمسيح يسوع لأن " الرب برنا "(أر33: 16) حيث يقدم لنا ربنا يسوع المسيح بره ويأخذ خطايانا ، لأنه اخذ الذى لنا وأعطانا الذى له  "لأنه (ألآب) جعل الذي لم يعرف خطية (المسيح) خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه"(2كو5: 21) ان بر المسيح يشملنا كالرداء لكل من يحتمى به " يسوع الذي صار لنا حكمة من الله و براً وقداسة وفداء.."(1كو1: 30) قال القديس مقاريوس" فلنتوسل الى الله ونطلب منه باجتهاد لكى يهبنا مجاناً كنز روحه ؛ ولكي نقدر بذلك أن نسير فى جميع وصاياه بلا دمدمة وبدون عيب ، ونكمل بر الروح كله بنقاوة وكمال ، بواسطة الكنز السماوي وهو المسيح."
2-الجهاد فى البر : حياة البرهى جهاد مستمر ضد الخطية والشيطان والذات ..الخ "مجاهدين ضد الخطية" (عب12: 4) وذلك بالتوبة  والسلوك فى حياة النقاوة والبر "اجتهدوا لتوجدوا عنده بلا دنس ولا عيب في سلام." (2بط3 : 14) ويعتمد جهادنا على النعمة ، لأن الجهاد بدون نعمة باطل والنعمة الالهية لا تعمل وحدها ، حيث أن حياة الجهاد والتغصب فى طاعة وصايا الله تفصلنا عن الخطية والعصيان ، أما البر والتبرير فالله يمنحه لنا مجاناً بدم المسيح .
3-النمو فى البر : الله يبغي أن ننمو فى حياة البر فقد أعطانا الله كل ما نحتاج إليه لننمو روحياً. وبمساعدة وتعضيد الروح القدس يمكننا التغلب علي الخطيئة بل وقهرها وبمرور الوقت سنصبح مثل ربنا يسوع المسيح  فى البر والقداسة.. "وينمي (الله) غلات (أعمال) بركم" (2كو9 : 10) حتى نصل الى الامتلاء من ثمر البر " مملوئين من ثمر البر الذي بيسوع المسيح."(فى 1: 11) ونهاية النمو فى حياة البر هو نوال إكليل البر فى السماء ، كما ناله بولس الرسول اذ قال "قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان أخيرا قد وضع لي أكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل و ليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضا.." (2تي  4 :  8)
مجالات البر :       
         
1- سلوك فى البر : هو سلوك بالإيمان والأمانة فى تنفيذ وصايا الله ، والاعتماد على بر المسيح وليس البر الذاتى ، والتوبة المستمرة ونقاوة الفكر والقلب.. لأن "البار بالجهد يخلص" وميزاته هى :
  - سلوك فى المسيح : فأنه معنا دائماً " فكما قبلتم المسيح يسوع الرب اسلكوا فيه"(كو2 :6) نسلك بثقة كاملة فى قيادته ومعونته وإرشاده لنا على الدوام  فكل الأشياء هى للخير .           
- سلوك فى الروح : وليس سلوك حسب الجسد وشهواته " اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد" (غل 5 : 16) حيث يقود الروح القدس أرواحنا نحو حياة البر والتقوى.. الخ   
- سلوك فى المحبة : حيث ان المحبة هى قمة الفضائل  "اسلكوا في المحبة كما أحبنا المسيح" (اف 5 : 2) فأن المحبة هى التى تميز أعمالنا.    - سلوك فى النور: بالعمال الصالحة التى تمجد الله.. "الآن فنور في الرب اسلكوا كأولاد نور" (أف  5 :  8) أن نكون نوراً  يبدد ظلمة العالم ..
2-  أعمال البر : إن أعمال البر هى التى تميز أبناء الله عن أولاد إبليس " انه بار هو(الله) فاعلموا إن كل من يصنع البر مولود منه.."(1يو2: 29) كما إن أعمال البر والقداسة هى من الله ، فأن أعمال الشر والخطية هى من إبليس "من يفعل الخطية فهو من إبليس "(1يو3:  8) كما ان الله يكافئ الانسان على أعمال البر التى دافعها المحبة " أن أطعمت كل أموالى (للفقراء) وان سلمت جسدي حتى احترق(فى الخدمة) ولكن ليس لى محبة فلا انتفع شيئاً" (1كو13:3) قال القديس اغسطينوس    " المحبة وحدها هى التى تميز أعمال البشر."
3 - خدمة البر: أن كل خدمة روحية هى خدمة بر ومجد.. "لأنه إن كانت خدمة الدينونة مجدا (قديما) فبالأولى كثيراً تزيد خدمة البر في مجد"(2كو3: 9) واستخدام مواهبنا فى خدمة الآخرين سواء خدمة تعليم أو وعظ أو خدمة مرضى..الخ  " ليكن كل واحد بحسب ما اخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضا كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة"(1بط4: 10) قال القديس مكاريوس"إتضعوا لإخوتكم واخدموهم حسب قوتكم لأجل المسيح لتنالوا منه الجزاء".   
بركات حياة البر  :
1-  السعادة والفرحصانع البر ينال التطويب والسعادة فى حياته .. " طوبى للحافظين الحق وللصانع البر كل حين.."(مز106 :3)" ويلاقى الفرح الصانع البر"  (أش64: 5) والسعادة في الجوع للبر لأنه" طوبى للجياع والعطاش الى البر لأنهم يشبعون.." (مت5: 6) هو شبع روحى من نعمة الروح القدس  وهدة السعادة دائمة حتى في الاضطهاد.. لأن المكافأة هى ملكوت السموات " طوبى للمطرودين من اجل البر لأن لهم ملكوت السموات"(مت5: 10)
2-   الرفعة والذكرى الطيبة :
إن حياة البر ترفع شأن الإنسان ، بل أيضاً ترفع شأن الشعوب والأمم .. "البر يرفع شان الأمة وعار الشعوب الخطية."(أم14: 34) كما ان تذكار الصديق بركة وقدوة لكل الناس.. " ذكر الصديق للبركة و اسم الأشرار ينخر"(أم10: 7)   
3-   النسل الصالح :
كما يقول المثل "التقوى تنفع الذرية." وقد طوب الكتاب ابناء الصديق "الصديق يسلك بكماله طوبى لبنيه بعده" ( أم20: 7)  فان السالك فى حياة البر والتقوى نسله يكون مباركاً   " هللويا طوبى للرجل المتقي الرب المسرور جداً بوصاياه. نسله يكون قويا في الأرض جيل المستقيمين يبارك . رغد وغنى في بيته و بره قائم الى الأبد." (مز112: 1- 3)
4-   المجد الابدى :
وعد الرب الارار والصديقين بالمجد فى ملكوت السموات فى يوم الأخير حيث الحساب "حينئذ يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت ابيهم.."(مت13: 43) وهذا المجد هو من المسيح له المجد  "متى اظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون انتم أيضا معه في المجد.."(كو3: 4) وينال الابرار " اكليل البر" (2تى4: 8) فأن السماء رجاء البر وطلبة الابرار..  قال القديس أثناسيـــوس الرسولى " فلنتعلم لغة السماء التي هي الحب ونستعد للعيد الأبدي الذي لا ينتهي والفرح السمائي حيث الإتحاد بالرب يسوع والتمتع به بغير حاجز"!
ربنا ارشدنا .. اظهر ارادتك وطريقك لنا فى كل شيء
أمثلة فى حياة البر:
+ هابيل البار:
هو أول من وصف بأنه بار(عب11: 4) واخوه قايين أول قاتل على الارض(تك4: 8) ان قصة قايين وهابيل تمثل أول حادث قتل يحدث بين أخين شقيقين ، وقد كان هابيل راعياً للغنم ، وقد شهد الرب عنه بأنه " هابيل الصديق" وان دمه ذكى (مت23: 35) وهو رجل الايمان " بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة افضل من قايين"(عب11: 4) وهو أول من قدم ذبيحة مقبولة للرب ، تذكرها الكنيسة فى اوشية بخور باكر " يا الله الذى قبل اليه قرابين هابيل الصديق ، اقبل اليك هذا البخور من ايدينا نحن الخطاة.."
القديس يعقوب البار: (5- 62م)
احد رسل المسيح الاثنا عشر وهو " يعقوب بن حلفى.." (مت10: 3) ابن خاله المسيح الملقب           " يعقوب أخا الرب"(غلا1:19) وقد كان اسقفاً على كنيسة اورشليم ، وهو كاتب رسالة يعقوب وكان يتمتع بشخصية قوية فضلاً عن تقواه الشديدة ورأس مجمع اورشليم سنة 50م الذى عرض تهود الامم الراغبين فى الايمان (أع15) ولقب بالبار لما كتب وتناقل عنه وعن زهده الشديد وتقشفه فى الحياة ، وأمن على يديه كثيرون ، واستشهد عام 62 م
+ القديس أنبا بولا: ( 288-343م)
اختلف مع اخيه على الميراث ، فتركه لأخيه وقاده ملاك الى البرية الشرقية ، فأقام فى مغارة بقربها عين ماء ونخلتان ، وكان غراب يأتيه كل مساء بنصف خبزة وكان لباسه من الليف وقضى تسعين سنة لم يرى انسان ، ولما اراد الله اظهار قداسته ارسل اليه القديس انبا انطونيوس ، فجاءه الغراب بخبزة كاملة ، وقد طلب القديس من انبا انطونيوس ان يحضر له البدلة الكهنوتية من البابا اثناسيوس الرسولى ، وفى عودته للمغارة ، رأى روح أبنا بولا صاعدة الى السماء بين الملائكة  فكفن جسد الانبا بولا بالبدلة الكهنوتية ، وساعده اسدان حفرا مكان القبر  وقد اعطى الانبا انطونيوس ثوب الليف للبابا اثناسيوس ليرتديه فى الاعياد وتلقبه الكنيسة فى مجمع القديسين " البار انبا بولا" وتحتفل بنياحته فى 2 أمشير .  

تدربيات لحياة البر :
+ ان تؤمن بأن الله بار، فلأنه لا يخلف وعوده مطلقاً مع احبائه . .
+ ان تؤمن بأن الله بار، فهو يجازى كل واحد حسب اعمال ان كانت خيراً او شراً ..
+ ان تؤمن بأن الله بار،فتعرف انه خلقك ويريدك ان تكون صالحاً وباراً ..
+ ان تؤمن بأن الله بار، فأنه لم يترك الشرير دون عقاب مهما كان ..
+ ان تؤمن بأن الله بار، فهو يغفر لك خطاياك مهما كانت بالأيمان والتوبة والاعتراف..
+ ان تؤمن بأن الله بار، فتعرف ان الله خلقك لأنه يحبك ويريد أن تحيا معه ..
+ ان تؤمن بأن الله بار، فلا تعتمد على برك الذاتى بل اعتمد على بر المسيح ..
+ ان تؤمن بأن الله بار، فتعرف ان الله خلقك لتحيا مع الاخرين فى محبة وسلام ..

+ ان تؤمن بأن الله بار، فتعرف ان الطريق اليه هو    ان تكون باراً وكلمة بار تعنى( الطاهر- البريء  العادل - الصالح - صانع الخير دون الشر..الخ) 

هناك 5 تعليقات:

  1. شكرا لتعبكم الموضوع جميل وشيق

    ردحذف
  2. تعليق جميل مفيد جدا اتمنى انيستفيد به كل واحد ولكن ارجوتفسيرذبيحة البر (مز٤:٥). وشكرا

    ردحذف
  3. انا كنت على أنه كيف اعيش حياه البر الحقيقيه ووجدت هذه الصفحه التي اعتبرها كنز شكرا لله الرب يباركم

    ردحذف
  4. اجمل ماقراته عن البر وشكرا على هذا العمل والرب يعوض تعب محبتكم

    ردحذف
  5. رائع

    ردحذف