الحياة المسيحية

الحياة المسيحية

حياة الحرية

Vتعريف :
X فى اللغة العربية ، الحرية : الخلاص من الشوائب او الرق او اللوم .
X فى اللغة اليونانية ،حرية :Eleutheria  وتعنى الحرية فى كل شيء .
X فى اللغة القبطية ، الحرية : Remmha   وتعنى تحرر من شيء غير محبوب او سيطرة غير مرغوبة.
X فى اللغة الانجليزية حرية :Librty- Freedom  


  Vمفهوم الحرية :  
X حرية خارجية : مثل الحريات السياسية والاجتماعية .. ، التى تركز على الديمقراطية والمساواة والوقوف ضد الظلم والحرمان والعنصرية ..الخ "هكذا تكلموا وهكذا افعلوا كعتيدين أن تحاكموا بناموس (قانون) الحرية " (يع  2 :  12) الانسان حر ما لم يضر .
X حرية داخلية : وتعنى الحرية من عبودية الخطية او الشهوات او العادات الضارة كالإدمان ...الخ " كأحرار وليس كالذين الحرية عندهم سترة للشر بل كعبيد الله" (1بط 2 : 16)
X حرية حقيقية : وتعنى أن يتحرر الإنسان من سلطان الشيطان والخطية والعالم بقوة المسيح الذى قال" فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا."(يو8: 36)
 X حرية زائفة : هى الاستعباد للشهوات والشرور واصدقاء السوء ..الخ " واعدين اياهم بالحرية (الحرية الزائفة)  وهم انفسهم عبيد الفساد . لأن من انغلب منه احد فهو مستعبد ايضاً.."(2بط2 :19) أسرى الخطية والعادات الشريرة والادمان..  والشهوات كلها توقع الإنسان في عبودية بغيضة تذل الإنسان
X حرية منضبطة : فالإنسان حر فى كل ما يفعله بحيث لا يتعدى على حقوق او حريات الآخرين ، وبحيث لا يكسر وصايا الله ، ولا يخالف القانون العام الذى جعل من اجل سلامة وراحة الآخرين  " فأنكم إنما دعيتم للحرية ايها الإخوة غير انه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضا." (غل  5 :  13)

  V الله والحرية :
X خلق الله الإنسان حراً : ، فقد شرف الله الإنسان بالحرية لأنه على صورته ومثاله .. " على صورة الله خلقه.." (تك1: 27)  الحرية احد عناصر الصورة الالهية المطبوعة داخل الانسان ، وهذه الحرية لها شقان : حرية الاختيار وحرية الفعل  لهذا فان الانسان يحاسبه الله على كل افعاله ، قال القديس يوحنا ذهبى الفم "الله يدعونا لكنه ينتظر منا ان نأتي اليه بمحض ارادتنا واختيارنا ، لكننا حينما نأتى اليه يؤمّن لنا كل معونة."
X إرادة الله حرية الإنسان :  ان حريتنا اساساً قد منحت من الله وينبغى ان تنتهى بنا الى الله  . ولكي يستخدم الانسان حريته يجب أن يكون هناك قانون ووصايا ألهيه ..، ولكي يبرهن الإنسان على تقواه يجب أن يطيع الوصايا الإلهية.. قال القديس غريغوريوس النزينزى  " لقد شرف الله الإنسان بالحرية حتى يصير له الخير بمحض إرادته." 

 Vالسيد المسيح مثلنا الأعلى فى الحرية:
X حريته من سلطان الشيطان وانتصاره عليه: فى التجربة على الجبل انتصر على الشيطان ولم يخضع له (مت4) وقال "رئيس هذا العالم (إبليس) يأتي وليس له في شيء.."(يو 14 : 30)
X المسيح يمنحنا الحرية الحقيقيةفهو يعطى التحرر من نير الخطية والاستعباد لها ، لذلك جاء المسيح لكى يفك الإنسان من قيود الشيطان والخطية والعالم .. "فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا.."(يو8 : 36) قال القديس انبا مقاريوس " التمتع بالله أمر لا يشبع منه."

V الروح القدس والحرية :
X روح الحرية : إن الروح القدس هو روح الحرية ، ومحقق الحرية الحقيقية للإنسان ويعطى تمييزاً للأمور والإرشاد الصالح فى كل شيء.. " أما الرب فهو الروح وحيث روح الرب هناك حرية."(2كو 3 : 17)
X حرية الروح : الروح القدس يحرر النفس المستعبدة للخطية والشيطان او الخوف ويعطينا حرية داخلية هى حرية الروح من كل عبودية ، حرية مجد أولاد الله  " اذ لم تأخذوا روح العبودية أيضا للخوف بل آخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا ألآب" (رو  8 :  15)

V  سمات الحرية المسيحية :
1-  الحرية الحقيقية : هى حرية روحية من خلال اتحادنا بالمسيح ، من خلال مركزنا كبنين عند ألآب فنحن فى المسيح أبناء اى حرية البنين والانقياد بالروح إذ أن الحرية هى ثمرة من ثماره  " لان كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله" (رو8: 14) وعدم استغلال هذه الحرية لمصلحة الجسد بل لمصلحة الروح ..  "لا تصيروا الحرية فرصة للجسد.." (غل 13:5) مع الحرية يوجد حساب  فيحاسب الإنسان على أفعالة خيراً كان ام شراً.  فينال مكافأة على أعماله الخيرة ، كما توقع عليه عقوبة على أعماله الخاطئة او الشريرة . فأنت حر في كل ما تفعله ، بحيث أنك لا تعتدي على حقوق أو حريات الآخرين. ولا تكسر وصايا اللهولا تخالف القانون والنظام العام . قال القديس اغسطينوس "إن عبد الشهوة أذل من عبد الرق."
2-  الحرية الداخلية : تعني التحرر الداخلي من كل عبودية مثل عبودية الخطية أو عبودية الذات أو عبودية الخوف ..الخ " فاثبتوا إذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها ولا ترتبكوا أيضا بنير عبودية." (غلا 5 : 1)  ان الإباحية هى الاستغلال السيء للحرية ، أما الحرية فى المسيح فهى قداسة وسمو وانتصار.. ، خلاص من عبودية الخطية والانطلاق نحو الخلود. قال القديس انطونيوس "الإنسان الحر هو ذاك الذى لا تستعبده الملذات الجسدية ، بل يتحكم فى الجسد بتمييز صالح وعفة."
3-    ضوابط الحرية : الحرية المسيحية لها ضوابط :
-   الروح القدس : الساكن فينا ، مبكتا ومرشدا ، مقدسا ، ومعزيا ، وقائدا ومعطى الثمار والمواهب .
-    الضمير : صوت الله فى الإنسان ، الذى يبكت على الخطأ وينبه للصواب .
-  الإنجيل : حيث ينير القلب وينير طريق الحياة "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي"(مز119: 105)
- التعليم الكنسي : حيث الإرشاد على طريق الملكوت والتحذير من أسباب الغواية والانحراف .
-  الأب الروحي : حيث الإرشاد الشخصي المباشر فى كل ظروف الحياة واخذ الحل وحل المشكلات .
- القانون الوضعي : حيث يخضع المسيحي لسلطة القانون عملا بالوصية " لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لأنه ليس سلطان إلا من الله"(رو13: 1)

V     مجالات الحرية :
1-  حرية من استعباد الخطية : لقد أعطانا الرب يسوع الحرية الكاملة من سلطان الخطية حتى لا تسود علينا  " إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية ..  فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا." ( يو8: 34 ،36) فيجب علينا أن نثبت فى حرية المسيح ولا نستعبد لأي خطية بعد الآن  فأن التوبة الحقيقية هى حرية من عبودية الخطية وبالاعتراف والتناول تمحى الخطية  " فاثبتوا إذاً في الحرية التي قد حررنا المسيح بها ولا ترتبكوا أيضا بنير عبودية."(غلا5: 1) قال القديس باخوميوس " أحفظ نفسك من الشهوة فهى أم جميع الخطايا والشباك والمقتنص (المربوط) بها يضل عقلة فلا يعود يعلم شيئا من أسرار الله."  
2-   حرية من سلطان إبليس : إن إبليس سيد قاصي يريد السيطرة على البشر بحرية زائفة ويعمى أذهانهم حتى لا يروا الحرية الحقيقية التى فى المسيح "الذين فيهم اله هذا الدهر(إبليس) قد اعمي أذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله." (2كو 4 : 4) فقد جاء المسيح لكى "ينقض أعمال إبليس.. " ويعطينا الغلبة عليه فهو عدو مهزوم "فاخضعوا لله قاوموا إبليس فيهرب منكم" (يع4: 7) "فقاوموه راسخين في الإيمان.."(1بط5: 9) بقوة الروح ، قال القديس مار اسحق  "بالروح القدس ننال قوة لنقاتل ضد شهوات الخطية والشيطان".
3- حرية من الخوف : المسيح حررنا من كل خوف سواء خوفاً من مرض او فقر او موت او شر او اضطهاد.. "يا أحبائي لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر.."(لو12: 4) فأن محبتنا لله تطرد الخوف منا " لا خوف في المحبة بل المحبة الكاملة تطرح الخوف الى خارج" (1يو4: 18)  فهى حرية أبناء الله " إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضا للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا ألآب" (رو8: 15) المسيحية لا تعرف الخوف والجبن او الخسارة.. ، فان الحرية المسيحية هى قيامة مع المسيح من القبر، وطريق الحرية هو طريق الصليب ،  الحرية تجعل خطواتنا وراء المسيح قوية وثابتة وتكسب حركتنا خفة وفرحاً ..

  V بركات حياة الحرية :
1- النصرة على الخطية والشيطان : فى المسيح وحدة كمال الحرية الحقة ، فلا تسود الخطية علينا او الشيطان بل تسود علينا نعمة المسيح "فان الخطية لن تسودكم لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة.  وأما الآن إذ أعتقتم من الخطية وصرتم عبيدا لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية."(رو6: 14، 22)  هو نتيجة طبيعية لحياة التسليم والحرية..  "ونحن نعلم إن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده" (رو8: 28) كرامة كبيرة عظيمة وشرف كبير أن يكون الإنسان عبداً للرب لا عبداً للشيطان وللخطية والعالم.. قال القديس الأنبا انطونيوس" يا أولادي لا تجعلوا للشيطان فيكم موضعاً لئلا يأتي غضب الله علينا ." !
2- الحرية من الدينونة : من نتائج الحرية فى المسيح خلاصنا من الدينونة الحاضرة والمستقبلة    " إذا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح."(رو8: 1) فكل من يسلك فى حياة القداسة والروح لا يدان " ولا يأتي الى دينونة .." (يو5: 24) فان الوصايا الإلهية تحفظ الانسان من العبودية او الوقوع فى الشر ،  لأنه متى صارت الحرية فى حياتنا لحساب الجسد ، ستقودنا إلى الانحلال والانحراف عن الحق.. قال القديس اغسطينوس "جلست على قمة العالم  حينما أصبحت لا أخاف  شيئاً ولا اشتهى شيئاً ." !
3-  نوال المجد الأبدي : لقد اعد الرب المجد السماوي لأحبائه  "القادر أن يحفظكم غير عاثرين ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج.." (يه 1 : 24)  لان الحرية الكاملة هى فى السماء حيث المجد الأبدي "لان الخليقة (الجديدة فى المسيح) نفسها أيضا ستعتق (فى السماء) من عبودية الفساد (على الأرض) الى حرية مجد أولاد الله (المجد الابدى)."(رو8: 21)   هو حال كنيستنا التى تعيش فى المسيح أبديتها وتغنى ترنيمة حريتها كل لحظة بأعمق ما تكون الحرية  .قال القديس اكليمنضس الاسكندرى " من يكرس نفسه للحياة الصالحة وهو فى الجسد (فى الدنيا ) يدخل الى حالة خلود ( فى السماء)." !

 Vأمثلة فى حياة الحرية:
X الملك البار حزقيا : وهو من نسل داود الملك سبط يهوذا.. فأنه عندما ملك كسر الأصنام وهدم مذابحها وحرر الشعب من عبودية الشيطان والاوثان ، وقد جازاه الله خير كثيراً. وعندما حاصر سنحاريب ملك أشور اورشليم ، لبس حزقيا مسحا ودخل  بيت الرب وصلي ".. أمل يارب أذنيك واسمع افتح يارب عينيك وانظر واسمع كلام سنحاريب الذي يجدف عليك،.. والآن أيها الرب خلصنا من يده فتعلم ممالك الأرض كلها أنك أنت الرب الإله وحدك" (2 مل 19: 15 – 19) ثم أرسل إلى اشعياء النبي ليصلي عنه فأعلمه أن الله سيفعل بسنحاريب فعلاً لم يسمع مثله في الأرض ، وفي تلك الليلة نزل ملاك الرب وقتل من جنود سنحاريب 185ألفا ، وانهزم سنحاريب وقتله ولداه ومجد حزقيا الله. وقد زاده الرب 15 سنة عندما صلى لله وقت مرض موته ، وتذكاره  4مسرى .
  Xانسيموس: عبد فليمون الذي كان من المسيحيين البارزين في مدينة كولوسي. ويظهر من رسالة بولس الرسول إلى فليمون ، أن أنسيموس سرق سيده وهرب إلى روما ، وفي روما أصبح مسيحياً عن طريق بولس وخدمته فأرسله بولس ثانية إلى كولوسي برسالة إلى فليمون يطلب فيها إلى فليمون أن يقبل أنسيموس لا كعبد بل كأخ.  "لا كعبد فى ما بعد بل أفضل من عبد أخاً محبوباً" (فل16) ففرح فليمون بإيمانه وتوبته وعاملة كأخ ، واصبح أنسيموس حراً من العبودية ، وحراً من عبودية الشر والشيطان. وصار خادما للمسيح ومات شهيدًا.
Xالقديسة مرثا المصرية : لما بلغت سن الشباب هوت في نجاسة السيرة وعبودية الشهوة ، أرادت أن تذهب إلى الكنيسة فى ليلة عيد الميلاد فمنعها   الأبوذياكون  من الدخول ، فأتى الأسقف وقال لها: "أما تعلمين أن بيت الرب مقدس ولا يدخله غير الطاهر؟" فبكت وقالت: "اقبلني أيها الأب فإني تائبة من هذه اللحظة ومصممة على عدم العودة للخطية". فأجابها الأسقف قائلاً: "إن كانت توبتكِ صادقة فاحضري ملابسك الحريرية وزينتك الذهبية" فجاءت بكل ما لها بين يديّ الأسقف، فباعه ووزع ثمنه على الفقراء ، وتابت وتحررت من عبودية الخطية ، ثم أرسلها إلى دير للراهبات ، وتنيحت فى3بؤونة.

Vتدريبات لحياة الحرية :
+ حرية النفس تحب الله بلا مانع ، والناس بلا قيد .
+ ليس حراً من لا يقدر ان يضبط نفسه .
+  من يعيش فى خوف لن يكون حراً .
+ ينبغى ان نكون أحراراً من الخوف والضعف او الاستعباد للأخرين ..
+ التحرر من نير الخطية وقسوتها والاستعباد لها. +الانسان المستعبد للذات والشهوات او المال .. لا يستطيع ان يتخذ قراراته بحرية.
+الإنسان الحُرّ بحقّ هو الذي لا تتحكّم فيه شهوة أو عادة أو علاقة ما أو أيّ شيء من هذا القبيل.
+ الحرّية هي التزامٌ وانضباطٌ وممارسةٌ مسؤولة للأدوار الموضوعة..
+ سلم لله كلّ أمورك له، ولا تسمح لأيّ شيء أن يتسلّط عليك إلاّ الله ، حتّى تنعم بالحريّة الحقيقيّة.

+ ايها الرب الاله محرر الخطاة ، جئت اليك لتحررنى من قيودى ، وتهديني وتوسع قلبى وفهمى.. فاليك اصرخ ايها المحرر الحقيقى  حررني من العبودية للشيطان والخطية ، حررنى من سلطان المادة والسلطة والشهوات آمين.

هناك تعليقان (2):

  1. ايها الرب الاله محرر الخطاة ، جئت اليك لتحررنى من قيودى ، وتهديني وتوسع قلبى وفهمى.. فاليك اصرخ ايها المحرر الحقيقى حررني من العبودية للشيطان والخطية ، حررنى من سلطان المادة والسلطة والشهوات آمين.
    ليست هناك تعل




    ردحذف
  2. أن مسليم أريد أن اكوان مسرحية

    ردحذف