الحياة المسيحية

الحياة المسيحية

حياة النقاوة

اعداد: ميشيل نجيب دميان

Vتعريف :
حياة النقاوة
X فى اللغة العربية ،النقاوة : النظافة والطهر
 Xفى اللغة اليونانية ، نقى او طاهر: katharos
X فى اللغة الانجليزية ، النقاوة   Purity :

Vمفهوم النقاوة :
 Xنقاوة خارجية : هى نقاوة السلوك
 من الخطأ والخطية ونقاوة الحواس من نظر وكلام وسمع ..الخ "والطهارة (النقاوة) تقرب الى الله" (الحكمة 6 :  20)
X النقاوة الداخلية : هى نقاوة القلب والفكر والروح ..الخ وهى أساس النقاوة الخارجية ، وان يكون العمل النقي أهدافه ووسائله نقية أيضا " فانه من فضلة القلب يتكلم الفم"(مت12: 34)
 Xنقاوة سلبية :هى عدم فعل اى خطية او إثم والتوبة المستمرة وحفظ الإنسان من فعل الشر ..الخ  "الديانة الطاهرة النقية عند الله هي هذه افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس فى العالم."(يع1: 27) وهى تعنى حياة الطهارة .  
X نقاوة ايجابية : هى الالتصاق بالله فكرا وقلبا وعملا واقتناء الفضائل وثمار الروح القدس ..الخ  "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف "(غلا5: 22) وهى تعنى حياة القداسة .
X نقاوة مستمرة : عن طريق التوبة والاعتراف التى بها تغفر الخطايا بدم المسيح " ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية "(1يو 1 : 7) لأنه ليست خطية بلا مغفرة إلا التى بلا توبة .
X نقاوة التعليم : اى التعليم المسيحي السليم والإيمان  الأرثوذكسية الخالي من البدع والانحرافات  ..الخ لذلك يوصى بولس الرسول تلميذه الأسقف تيموثاوس وكل الاكليروس والخدام أن يكونوا قدوة فى السلوك ونقاوة فى التعليم والعقيدة  "مقدما نفسك في كل شيء قدوة للأعمال الحسنة ومقدما في التعليم نقاوة ووقارا  وإخلاصا" (تي2 : 7)

Vالرب يسوع مثلنا الأعلى فى النقاوة :
 Xكان المسيح طاهرا نقيا : من كل خطية او إثم فقد قال متحديا اليهود " من منكم يبكتني على خطية"(يو8: 46) ولا يوجد للشيطان شيء فيه حيث قال "  لان رئيس هذا العالم يأتي و ليس له في شيء"(يو14: 30)
 Xتعليمة السامية عن النقاوة : أعطى أهمية كبيرة للنقاوة الداخلية التى من نقاوة القلب ، فأن القلب هو المعبر عن حالة الإنسان النهائية إن كان صالحا او شريرا "  الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر فانه من فضلة القلب يتكلم فمه"(لو6: 45)
X إن نقاوة القلب تؤهل لرؤية الله : بمداومة حفظ القلب تتولد فيه النقاوة التى بها يرى الله حسب شهادة الرب "طوبى للانقياء القلب لأنهم يعاينون الله"(مت5: 8)  

Vوسائط النعمة والنقاوة :
حياة النقاوة
وسائل النقاوة - حياة النقاوة
X النقاوة بالتوبة : ، أن بالتوبة والاعتراف تغفر جميع الخطايا وتمحو كل إثم بدم المسيح ويصير الإنسان نقيا  "فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم"(أع3: 29) وان يجاهد الإنسان ضد الخطية ليحافظ على نقاوته   " فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة."(مت  3 :  8) قال القديس مار اسحق "ليست خطية بلا مغفرة إلا التي بلا توبة".
X النقاوة بالتناول : نعمة التناول بركة كبيرة للثبات فى الله ويعطى مغفرة للخطايا وحياة أبدية .. "من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه"(يو6 : 56) "يعطى لمغفرة الخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه. " قال القديس مقاريوس "بهذا السر (التناول) تحفظون من الأعداء (الشياطين) ومن يتهاون بهذا السر فأن قوات الظلمة تقوى عليه."!
X النقاوة بكلام الله : لان كلمة الله تعلم وتحرر وتنقى  "انتم الآن انقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به"(يو15 : 3) بالقراءة والاستماع لكلام الله والعمل به يتنقى الإنسان "خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك"(مز119 :11)

Vسمات النقاوة المسيحية:
1- النقاوة الشاملة : التى تشمل النقاوة الخارجية والنقاوة الداخلية ، نقاوة القلب والفكر والحواس ..الخ قد يحفظ الإنسان حواسه نقية فلا يخطى بالنظر ولا بالسمع ولا بالكلام ..ومع ذلك قد لا يكون قلبه نقيا ، لذاك فان نقاوة القلب تكمل النقاوة الشاملة " فوق كل تحفظ أحفظ قلبك لان منه مخارج الحياة"(أم4: 23)   إن الله يهتم جدا بنقاوة حياتنا وكمالها ، لذلك بمجرد أن نطلب النقاوة فسوف تأتى إلينا حالا ، قال القديس مار اسحق" إذا حفظت عينيك وأذنيك ولسانك لكى لا يدخل الى قلبك شيء باطل ، يتنقى قلبك سريعاً ."
2- النقاوة الكاملة : هى النقاوة من جميع الخطايا بكل صورها وأنواعه ؛ ، سواء كانت العمل  او بالفكر  او بالحواس أو بمشاعر القلب او بسقطات اللسان ، سواء فى العلاقة مع الله او مع الناس او مع الذات . . ونقاوة الايمان والعقيد والسلوك وحياة القداسة بمساندة النعمة الإلهية "اغتسلوا تنقوا اعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني كفوا عن فعل الشر. (اش 1: 16) قال القديس مار اسحق "إذا كان ذكر الصالحات يجدد فينا الفضيلة ، فإن تذكر الفجور يجدد فى أذهاننا الشهوة العاطلة." وقال " اظهر أنت علامة نقاوة قلبك بمقابلتك الشر بالخير والبشاشة."
3- النقاوة الدائمة : إن التوبة تنقى الإنسان من الخطايا التى اعترف بها . فان كمال التوبة هو كراهية الخطية وعدم الرجوع اليها مرة أخرى ، اى يكون القلب قد تنقى تماما من كل محبة للخطية او تجاوب معها.. " إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم "(1يو1 : 9) وكل إنسان معرض أن يخطى فى الحياة ، لذلك يلزم النقاوة المستمرة من كل خطية بالتوبة والاعتراف الدائم " قلبا نقيا اخلق في يا الله و روحا مستقيما جدد في داخلي"(مز51: 10) طوبى للنفس التى تدربت على ممارسة النقاوة وحفظها لأنه بدون النقاوة لا يمكن أن يمنحنا الله قوته ، هذه الحالة ستضرنا .  

Vمجالات النقاوة :
1- نقاوة القلب : القلب النقى هو الذى يحب الرب ويعبده بقلب كامل "واعبده بقلب كامل ونفس راغبة لان الرب يفحص جميع القلوب .." (1اخ 28 : 9) قلب موحد غير منقسم يسلك طريق الرب ولا يسلك طريق ابليس "علمني يا رب طريقك اسلك في حقك وحد قلبي لخوف اسمك."( مز86: 11) ومن اهم صفات القلب النقى هو الذى لا يتلوث بالشر ولا يحتفظ بأى خطية فيه بل يرفضها ولا يتعامل معها ، ويتنقى باستمرار بالتوبة والاعتراف "قلبا نقيا اخلق فى يالله..." .قال القديس أوغسطينوس " القلب النقي هو القلب السليم البسيط" !
2- نقاوة الفكر : الإنسان النقي دائما تكون أفكاره نقية ولا يظن السوء ، وعلى قدر إمكانه يأخذ الأمور ببراءة وطهارة وهكذا لا يعثر فى شيء ولا يدن عملا ما ، إلا الخطية الواضحة التى تحمل دينونتها فى ذاتها ، ويكون فكره دائما فى الله " لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه وأما نحن فلنا فكر المسيح"  (1كو 2 : 16) قال القديس باسيليوس " لنحمل فكر الله المقدس أينما سرنا وبختم ثابت لا يمحى فى قلوبنا بتذكار دائم ، هكذا نستطيع أن نقتنى حب الله على الدوام الذى يدفعنا لتكميل وصاياه بالفرح فتلذ لنا الوصايا ويدوم الحب" !
3- نقاوة الجسد : فى حفظة من اى نجاسة او شهوة رديئة وحفظ الحواس..الخ""أحفظ نفسك طاهرا"(1تي5 : 22) قال القديس مار افرام " احرص على طهارة جسدك وسلامة قلبك." فان عفة الجسد فى عفة العين والأذن واللسان واليد والفم ..الخ " النفس العفيفة لا قيمة توازنها"(سيراخ26 : 20) قال مار اسحق " العفة  هى ميناء القداسة ، هى قلب نقى من كل رزيلة."  قال احد القديسين "ليست فقط أعمالك الخارجية هى التى تظهر حقيقتك أنما بالأكثر أفكارك وظنونك." !

Vبركات حياة النقاوة :
1-  استجابة الصلاة : لا يكون لصلاتنا قوة او مفعولية إلا بعد الوصول الى نقاوة القلب ، وتكون علامتها الصلاة بحرارة شديدة وشعور بالاستجابة فى الحال "طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها"(يع5 : 16) فأن الخطية والإثم حائل دون استجابة الصلاة لذلك قال المرنم "إن راعيت إثما في قلبي لا يستمع لي الرب" (مز66 : 18) قال القديس ثيوفان الناسك "إن الشرط الاساسى لاستجابة الصلاة هو تنقية القلب من الشهوات عموما ومن التعلق بأي شيء محسوس أيا كان.."
2- الحياة المثمرة : يهتم الله ان تكون حياتنا لها ثمر مثل الكرمة المثمرة وياتى الثمر نتيجة الثبات فى المسيح ونقاوة القلب ، والله ينقينا لكى نأتى بثمر أكثر "كل غصن في لا يأتي بثمر ينزعه و كل ما يأتي بثمر ينقيه ليأتي بثمر أكثر"(يو 15 : 2) فان الثمر هو فى الأعمال الصالحة ومعرفة الله  "لتسلكوا كما يحق للرب في كل رضى مثمرين في كل عمل صالح و نامين في معرفة الله. "  (كو1 : 10) لذلك فأن الهدف من الحياة المثمرة هو حياة القداسة والحياة مع الله فى الأبدية  "فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية" (رو  6 : 22)
 3-  معاينة ورؤية مجد الله : حتى فى هذة  الحياة لأنه يسكن فى القلوب النقية "لان الله الذي قال أن يشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح"(2كو4 :  6) قال القديس مار اسحق " إن كنت نقى القلب فحينئذ تكون السماء داخلك وترى فى نفسك الملائكة ورب الملائكة ايضا." كما إن حياة النقاوة هى ثمن الملكوت لهذا قال المسيح "طوبى للانقياء القلب لأنهم يعاينون الله"(مت5: 8) رؤية الله ومعاينته فى الأبدية فى ملكوت السموات .

 تدريبات لحياة النقاوة :
+  لوصولك للنقاوة هو تذكار الله الدائم فى قلبك ، بحيث لا يحجب ذكرة اى اهتمام اخر.
+ لا تحزن لخسارة مادية تلحق بك او تجربة او ضيقة .. ، بل انظر ان كل شيء يعمل بتدبير الله وحسب قصده .
+ لوم ذاتك وضع الخطأ على نفسك ، فى كل ما تتعرض له من اضطهاد او ظلم او مذمة..
+ لا تطلب مجد الناس ومديحهم ، ولا تتكلم بكلام السفاهة والمزاح او استعمال المكر والخداع او الحسد والغيرة ..
+ لا تشمئز من عيوب الاخرين الجسدية او امراضهم او آثامهم ..، وانما يكون لك شفقة وحنو عليهم جدا .
+ نصيحة للقديس اشعياء الاسقيطى"النقاوة هى عقل متيقظ وحس ملتصق بالله ، فلننق قلوبنا واجسادنا من كل شهوة ردية ، لكيما نخلص من كل نجاسة ." 

إن لم تكن لنا يارب هذه النقاوة التى نعاينك بها .
 وان لم نستطع أن نصل الى هذه النقاوة فامنحنا إياها عطية من عندك . وامنحنا عربون هذه النقاوة ومذاقها وأكملها لنا فى ملكوتك حتى نستطيع أن نراك .!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق