الحياة المسيحية

الحياة المسيحية

حياة البساطة

اعداد: ميشيل نجيب دميان

V تعريف :
X فى اللغة العربية، البساطة:عدم التعقيد او التركيب

X فى اللغة الانجليزية ،البساطة : Simplicity

V مفهوم البساطة :
X بساطة خارجية : تتمثل فى بساطة الملبس والمأكل والمسكن.. ولكن بدون أن تسبب ضرر أو أذية للإنسان .. " فان كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما(البساطة فى المقتنيات)." (1تي  6 :  8).
 X بساطة داخلية : تتمثل فى بساطة الحواس مثل بساطة الكلام والنظر والسمع .. وبساطة الفكر والقلب .. مع الحكمة بدون سذاجة أو بلاهة " أريد أن تكونوا حكماء للخير وبسطاء للشر" (رو 16 :  19)
X بساطة حكيمة : فالبساطة المسيحية هى بساطة حكمية والحكمة المسيحية هي حكمة بسيطة ، أي غير معقدة كبعض الفلسفات ، اى اقتران البساطة بالحكمة  لهذا قال السيد المسيح  " فكونوا حكماء كالحيات و بسطاء كالحمام"  (مت10: 16)
X بساطة الإيمان : يحتاج الإيمان الى البساطة والثقة فى الله ، فالإنسان البسيط يتقبل حقائق الإيمان ببساطة وبدون تعقيد " أما الإيمان فهو الثقة بما يرجى و الإيقان بأمور لا ترى" (عب  11 :  1)
X بساطة القلب :هو التعامل مع الآخرين ببساطة قلب خالي من البغضة والحقد والحسد ، وأيضا طاعة الرؤساء "لا بخدمة العين كمن يرضي الناس بل ببساطة القلب خائفين الرب" (كو  3 :  22) 
 X البساطة المسيحية : تشمل البساطة الخارجية والداخلية بحكمة ومعرفة ، وبساطة الإيمان والقلب والروح  " طوبى للمساكين بالروح (بساطة الروح)  لان لهم ملكوت السموات."(مت5: 3)

V الله والبساطة :
X الله بسيط : فهو ازلى أبدى قادر على كل شيء ، غير محصور فى مكان أو زمان ، مدبر كل شيء " ليس عنده تغيير و لا ظل دوران."( يع1: 17)
X بساطة الله : له إرادة وفكر واحد بدون تعقيد أو ازدواج أو ندم " ليس الله إنسانا فيكذب ولا ابن إنسان   فيندم هل يقول و لا يفعل أو يتكلم ولا يفي"(عد23: 19)
 X إعلان بساطة الله : ظهرت بساطة الله فى تجسد كلمته الأزلية ربنا يسوع المسيح الذي "  أخلى نفسه أخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس.."(فى2: 7)  
X الله يهبنا بساطته: الرب بسيط يهب بساطته لمحبيه وينميها بروحه القدوس حتى يكونوا مثاله فى البساطة والقداسة بالجهاد الروحي .

V السيد المسيح مثلنا الأعلى فى البساطة :
 Xبساطة حياته: ظهرت بساطته فى ولادته فى مذود  بسيط وعاش عيشة بسيطة وكان يعمل بيديه نجارا ، وكانت ثياب المسيح في غاية البساطة . وكان لا يمتلك بيتا أو مكانا يستريح فيه " وأما ابن الإنسان(المسيح) فليس له أين يسند رأسه." (مت  8 :  20)
X بساطة إنجيله: إن إنجيله من البساطة بحيث يستطيع أبسط الناس فهمه والإيمان بالمسيح لنوال الحياة الأبدية ، وفي نفس الوقت هو عميق جداً حتى عن أذكى الناس لا يستطيع استيعاب أعماقه .     
X بساطته الحكيمة : الفائق في حكمته ، السامي في بساطته . هو القوي الرفيق ، الصارم الرحوم ، عميق في طبيعته ، جذاب في مظهره وطهارة قلبه . ويعلمنا الحكمة مع البساطة "فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام." (مت10: 16) فأن البساطة قرار لحن جميل يترنم به أبناء الملكوت ، فاختاروا دائما واقتنوا هنا الأشياء البسيطة وأحبوا وأكرموا المتواضع والبسيط .

V سمات البساطة المسيحية :
1- البساطة مع الحكمة : البساطة هي عدم التعقيد، وهي غير السذاجة. فالمسيحي يكون بسيطاً حكيماً وليس ساذجا جاهلا . فالبساطة المسيحية هي بساطة حكيمة. لهذا قال السيد المسيح " فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام" يقدم الرب الحكمة قبل البساطة حتى لا نستخدمها بغير ملازمة الحكمة ، لان البساطة بغير حكمة تكون سذاجة ، والحكمة بغير بساطة تكون كبرياء . وقد قبل العريس السماوى العذارى الحكيمات المستعدات ، ورفض العذارى الجاهلات . قال القديس مار فلكسينوس "إن البساطة توافقنا كثيرا لاقتناء الصلاح ، ولئلا يضيع الصلاح منا ينبغي لنا اقتناء حكمة إلهيه ونقاوة ضمير مع الناس."
2- البساطة مع المعرفة : إن معرفة الحقائق المسيحية والإيمانية لا تتعارض مع البساطة ، فكلما كان الإنسان أكثر معرفة وعمق روحي كان أكثر بساطة واتضاع ووعي وإدراك بشكل واضح مملوءاً محبة من الروح القدس روح المعرفة والفهم ؛ بينما نجد الإنسان الجاهل والأحمق إنسانا سطحياً ومعقداً ، ومتكبر أساسا في أعماق قلبه فاقد البساطة "" أيها الإخوة لا تكونوا أولادا في أذهانكم(نقص المعرفة) بل كونوا أولادا في الشر وأما  في الأذهان فكونوا كاملين(كمال المعرفة)"(1كو14: 20)  قال القديس يوحنا الدرجى "الحكيم يتأمل فضائل غيره ليقتنيها ، والجاهل يتأمل رذائل غيره ويدينه عليها."   
3- البساطة مع القداسة :إن القداسة تعنى الكمال والخلو من كل خطية والانفصال عن كل شر ونجاسة والسلوك بلا لوم فى الحياة ، "لكي تكونوا بلا لوم و بسطاء أولادا لله بلا عيب في وسط جيل معوج وملتو تضيئون بينهم كأنوار في العالم" (في 2 : 15)   فأن معظم القديسين عاشوا حياة البساطة مع القداسة  "يجب أن تكونوا انتم فى سيرة مقدسة وتقوى."(2بط3: 11)
V مجالات البساطة  الروحية :
1- بساطة الذهن (بساطة الفكر):  بساطة الفكر فى استقامته وطاعته للمسيح والشهادة له  "ومستأسرين كل فكر الى طاعة المسيح"(2كو10: 5) هو فكر نقى طاهر ، فكر خير لا شر نحو الآخرين .. والحذر من إبليس لأنه يسعى لإفساد أذهان المؤمنين عن الذهن البسيط النقي ، لذلك يحذر بولس الرسول من ذلك  " لكنني أخاف انه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح"(2كو11: 3)                
2- بساطة  النظر (بساطة العين): العين البسيطة هى التى ترى الرب فى كل أعمالها .  لا تشتهى ولا تستعلي ولا تحسد ولا تنظر الشر.. "سراج الجسد هو العين فان كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا. و إن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما" "(مت6: 22) قال القديس باسيليوس " ابتعد عن نظر وسماع مالا يفيد ، فتتخلص من فعل مالا يفيد."
3- بساطة الكلام (بساطة اللسان): هو اللسان الذى لا يتلفظ بكلمة بطالة من اى نوع ، لا شتيمة ولا كذب ولا حلفان ولا إدانة ولا نميمة ولا اى خطية من خطايا اللسان ""كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساب يوم الدين لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان" (مت12: 37) قال القديس انطونيوس "احذر أن تتكلم بكلام فارغ ولا تسمعه من غيرك ولا تفكر فيه ليكن كلامك فى ذكر الله واستغفاره."
4- بساطة  السمع (بساطة الأذن): الأذن البسيطة هى التى تسمع كلام الله وتحفظه والكلام البناء ولا تسمع أو تسعى الى سمع كلام او أحاديث شهوانية أو إدانة او مذمة .. "وجه قلبك الى الأدب و أذنيك الى كلمات المعرفة."(ام 23 : 12) قال القديس نيلس "أحفظ أبواب السمع وأبواب العينين فقد اعتادت سهام الشر الدخول منها."

V بركات حياة البساطة:
1- معرفة مشيئة الله :
 إن مشيئة الله وحكمته يعلنها ويعلمها للبسطاء وليس للحكماء فى أنفسهم ، فالبسيط يقبل فكر المسيح وطريقه الصليب والضيق متطلعا الى السماويات . فقد قال المسيح "أحمدك ايها الأب رب السماء و الأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء و الفهماء و أعلنتها للأطفال(البسطاء) "(مت11: 25) فان بساطة القلب تعرف وتقبل مشيئة الله بفرح وخضوع قال القديس اغسطينوس " القلب النقي هو القلب السليم البسيط."
2-  نور فى العالم :
فأن الإنسان البسيط هو ذا النفس التى فى نقاوتها التى خلقت عليها ، والتى تتشبه بالمسيح فى بساطته ، فالبساطة لا تتذمر ولا تشك ولا تبحث عن أخطاء الآخرين"افعلوا كل شيء بلا دمدمة(بلا تذمر على الله) و لا مجادلة (شك فى بعضكم البعض) لكي تكونوا بلا لوم و بسطاء أولادا لله بلا عيب في وسط جيل معوج و ملتو تضيئون بينهم كأنوار في العالم" (في2 :  15) فأن القديسين البسطاء كانوا أنوارا للعالم الذى عاشوا فيه وحتى الآن هم نور لنا .
3- الحفظ والحماية :
لان الإنسان البسيط لا يعتمد على ذاته ولا قدرته بل يعتمد على الله ويتكل عليه فى كل شيء ، لذلك يكون الله حافظا وراعيا له فى كل حياته ومخلصا فى الشدة
"الرب حافظ البسطاء تذللت فخلصني."(مز116: 6)
4- ملكوت السموات:
وعد الرب المساكين بالروح (البسطاء) بملكوت السموات " طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السماوات"(مت5: 3) فأننا ننال الطوبى والسعادة حين نكون مدركين حاجتنا الماسة الى الله . ان كنا نتضع فأن ينابيع نعمته سوف تغمر وتروى نفوسنا.
V تدريبات لحياة البساطة:
+ لا تنسب لذاتك شيئاً أو صفة ليست فيك ، وان تنسب الى الله ما هو حسن فيك.
+ لا تمدح نفسك أمام الناس ، ولا تعدد نقائص الاخرين لتعلي صفاتك.
+ اختار دائماً الاشياء البسيطة ، وأكرم المتواضع  والبسيط  ولا تحتقره .
+ لا تسمح بأى منظر شرير ، يدخل إلى قلبك ، ويفسد بساطته ، بل إطرده بالصلوات القصيرة .
+ نق قلبك أيضاً من كل الشوائب الموجودة داخله ، وكل الشرور والظنون الرديئة ..
+ لتكن نيتك سليمة ، وكلامك صريحاً بدون إلتواء ولا خبث ولا تظاهر ولا رياء أو خداع ..
+ هناك صلة قوية بين التواضع والبساطة، فالإنسان المتواضع بسيط فى كل تصرفات..
+ نصيحة للقديس مار افرام السريانى :

"ميزة الإيمان البساطة، أمّا التقصى والمعارضة فهما ميزتا التكبر، الذى يبعد الإنسان عن الله ."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق