الحياة المسيحية

الحياة المسيحية

حياة الطاعة

اعداد: ميشيل نجيب دميان

Vتعريف :
 + فى اللغة العربية ، الطاعة : الانقياد والموافقة  
+ فى اللغة اليونانية ، طاعة : Hepakouo
+ فى اللغة الانجليزية ، الطاعة : Obedience

V  مفهوم الطاعة:
  Xطاعة الله : الحب لله يؤمن الطاعة لكل مشيئته وكل وصاياه ، فكل أولاد الله يتقبلون كل أعمال الله بشكر وخضوع تام ، ولا يقبلوا ما يخالف وصاياه  " ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس"  (أع5: 29)
  Xطاعة المسيح : لا يستطيع احد أن يطيع المسيح طاعة مطلقة ما لم يكن قد أدرك أولا مقدار محبة المسيح له فيبادره حبا بحب  "مستاسرين كل فكر الى طاعة  المسيح "(2كو  10 :  5)
X طاعة الوالدين : "أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب لان هذا حق . أكرم أباك وأمك التي هي أول وصية بوعد . لكي يكون لكم خير وتكونوا طوال الأعمار على الأرض" (اف  6 : 1)
X طاعة الكنيسة : من التعليم الكنسي والإيمان المستقيم ..الخ ، حيث الإرشاد على طريق الملكوت والتحذير من أسباب الغواية والانحراف "أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها" (رو  6 :  17)
X طاعة الرؤساء:   على المسيحى الطاعة والخضوع للرؤساء على كافة المستويات ، بحيث لا يتعارض مع مبادئ الإيمان والعقيدة ، فهو مواطن صالح  " ذكرهم أن يخضعوا للرياسات والسلاطين ويطيعوا و يكونوا مستعدين لكل عمل صالح" (تي  3 :  1)
X طاعة للشر او طاعة للبر : هناك دافعين فى الإنسان دافع للشر والخطية ودافع للبر والقداسة فان أطاع دافع الشر صار شريرا وان أطاع دافع البر صار بارا "لستم تعلمون إن الذي تقدمون ذواتكم له عبيدا للطاعة انتم عبيد للذي تطيعونه أما للخطية للموت او للطاعة للبر" (رو 6 : 16) " لا تعمل الشر فلا يلحقك الشر" (سيراخ 7 : 1) " في سبيل البر حياة   وفي طريق مسلكه لا موت" (ام 12 : 28)

V السيد المسيح مثلنا الأعلى في الطاعة:
X طاعته للآب : إن طاعة المسيح لله كانت تنسجها خيوط المحبة الأزلية التي للابن نحو الآب ،  فقد عاش السيد المسيح نموذجا حقيقيا للطاعة إذ يقول عنه الكتاب  "مع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تألم به" (عب5: 8)    
 X طاعته حتى الموت :كانت طاعة المسيح بلا حدود، قادته إلى الصليب والقبر، ولكنه قام تاركاً القبر فارغاً.    وطاعة الله لا تقود قط إلى خسارة أو تيه أو ضلال بل إلى نصرة أكيدة وقيامة  "الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله . لكنه أخلى نفسه أخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس . وإذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفعه الله ايضا وأعطاه اسما فوق كل اسم ... "  (فى 2: 6- 8)
X أعطى الخلاص للذين يطيعونه : لا خلاص بدون المسيح ، الخلاص من الخطية وسلطان إبليس ومن الدينونه...الخ  "وإذ كمل (الخلاص بالصلب والقيامة) صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص ابدي" (عب5: 9)

Vالقديسون والطاعة :
 Xطاعة الآباء :امتاز القديسين بسلوك الطاعة لله وللآباء المرشدين فى تواضع وإنكار للذات " أطيعوا مرشديكم     واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم.. " (عب 13 : 17)، لذلك لم يكن الذى يطيع مرشده إلا راهب يحب الحق ويرى الحق واضحا جدا فى حياة مرشده . لأجل هذا أفرخت العصا الجافة وخضعت الضبعة أمام روح الطاعة الإلهية التى امتلأ بها القديسون أمثال يوحنا القصير وبولس البسيط وتادرس وويصا وغيرهم فقد قال القديسون " الذى يحيا فى طاعة أبيه الروحى ، ينجى نفسه من حيل الشياطين ."   
X طاعة مستنيرة : قبل الطاعة يستلزم اختبار المرشد الروحى وفحص سلوكه المسيحى ، وعدم طاعة تعاليم تخالف وصايا الله لذلك قال القديس انطونيوس" إن أمرت بما يخالف الوصايا قل إن الطاعة لله ."  فان القديسون لم تكن طاعتهم عمياء بل بإفراز وتمييز لذلك قال القديس  يوحنا الدرجى " اختبر مرشدك أولا بحكمة وتجربة لئلا تقع عند مريض بدل طبيب ."

V   سمات الطاعة المسيحية:
1- الطاعة فى الحق  : من أهمية الحق إن الله دعى الإله الحق ، وان المسيح هو الحق وأعطانا أن نعرف الحق ونسير فيه  "ونعلم إن ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية" (1يو5 : 20) لذلك علينا أن تكون طاعتنا وسلوكنا فى الحق وليس الباطل او الخطأ  "طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء.. "(1بط 1 : 22) والنتيجة الطبيعية إن الله يكون مع السالكين فى طريق الحق  "الرب وحده للذين ينتظرونه في طريق الحق والعدل "(سيراخ34: 22) قال القديس باسيليوس الكبير"درب جسدك على طاعة نفسك ودرب نفسك على طاعة الله".
2-  الطاعة من القلب : القلب هو أساس العلاقة الروحية بيننا وبين الله وبيننا وبين إخوتنا ، لذلك الطاعة المقبولة هى من القلب (اقتناع داخلى) وليس بالغصب "وكل ما فعلتم فاعملوا من القلب كما للرب ليس للناس"(كو3 :  23) ليست الطاعة المسيحية طاعة مظهرية او رياء او مجامله بل هى طاعة نابعة من القلب وعن اقتناع تام بدون تردد او شك فى طاعة للوصية وتعاليم الكنيسة  "فشكرا لله إنكم كنتم عبيدا للخطية ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها"(رو 6 : 17)
3-   الطاعة العملية : ان الطاعة هى ان نقبل أن يعمل الله فينا ، وان نقبل أن نعمل بكلمته  " بل الكلمة (كلمة الله) قريبة منك جدا في فمك  في قلبك لتعمل بها"(تث 30 : 14) فلابد أن تظهر ثمار الطاعة لكلام الله فى أعمال وسلوك يمجد الله " وكل ما عملتم بقول او فعل فاعملوا الكل باسم الرب يسوع شاكرين الله والاب به"(كو 3 : 17) ما اخطر عدم الطاعة او الطاعة بدون عمل او تنفيذ "ولكن كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم "(يع 1 : 22) قال القديس مقاريوس " لنعمل مادام لنا زمان ، لنجد عزاء فى وقت الشدة . ليكن تعب أجسامكم محبوبا لديكم ، ولا تستسلموا للانحلال والكسل فتندموا يوم القيامة."

V مجالات الطاعة:
1– طاعة كلام الله : ان العلاقة بين الإنسان والله الذي يعلن نفسه للإنسان عن طريق كلمته التي يجب أن يستمع إليها الإنسان ويدرك مراميها. ولكن مجرد سمع إعلان الله ليس هو الطاعة ، فالاستماع الحقيقي هو الإيمان الذي يستقبل كلمة الله ويترجمها إلى أفعال  " ولكن كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم"(يع1: 22) وأن تكون الطاعة بقدر طاقة الإنسان ، وأن تركز الطاعة على الوصية الجديدة ، أي ناموس المسيح ، أي ممارسة المحبة في كل ما نفعل ونعمل "أما هو فقال بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه (يعملون به)"(لو11: 28) قال القديس انطونيوس " كل الوصايا ليست ثقيلة ولا صعبة (التطبيق) ولا متعبة (فى تنفيذها) بل هى نور حقيقى وسرور أبدى لكل من أكمل طاعتها."
2- طاعة المرشدين الروحيين : اى طاعة الآباء الروحيين وأب الاعتراف ، لا يكفى أن تطلب المشورة وإنما معها  الطاعة والتنفيذ " أطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابا.."(عب 13: 17) قال الأنبا انطونيوس " اسمع لأبيك (مشورته ونصائحه) فتحل بركة الله عليك." وقال يوحنا الدرجى " من كان بلا مدبر لا تكون له سلامة."
3- طاعة الوالدين :على الأبناء أن يقدموا الإكرام والاحترام لوالديهم مع الطاعة " أيها الأولاد أطيعوا والديكم في كل شيء لان هذا مرضي في الرب." (كو3 : 20) وطاعة الوالدين واجبة فيما عدا ما يخالف وصايا الله او فعل اى شر، قال القديس باخوميوس " أحب الذى يؤدبك بخوف الله ، كن مطيعا مثل اسحق الذى يسمع لأبيه ويطيعه كخروف بسيط القلب."
4-  طاعة القوانين : حيث يخضع المسيحي لسلطة القانون عملا بالوصية " لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لأنه ليس سلطان إلا من الله"(رو13: 1) "فاخضعوا لكل ترتيب بشري (القوانين) من اجل الرب إن كان للملك فكمن هو فوق الكل."(1بط 2 : 13)

V بركات حياة الطاعة: 
1- الفرح والسعادة : لقد أعطى الرب الفرح والسعادة للذين يطيعون كلام الله ويعملون به "طوبى (سعادة) للذين يسمعون (ويطيعون) كلام الله ويحفظونه (يعملون به) "(لو11 : 28) ما أعظم البهجة والسعادة التى تصاحب الذى يتقى الله ويسمع كلامه  "مخافة الرب  تلذ للقلب وتعطي السرور والفرح وطول الأيام(سيراخ 1 : 12) يرى الآباء أن مفاتيح السعادة للإنسان هى " :الطاعة والوداعة والقناعة " وهى حقيقة ويجب التمسك بالفضائل الثلاثة ، فى كل زمان ومكان ، لأجل راحة الإنسان ، ونيل رضا الرب والناس .!
2- البركة والنعمة : ما أكثر بركات السالكين فى الطاعة السامعين لوصايا الرب " البركة إذا سمعتم لوصايا الرب إلهكم.." (تث 11: 27) "إن سمعوا وأطاعوا قضوا أيامهم بالخير وسنيهم بالنعم"(اي36: 11) كما إن طاعة الوالدين لها بركتها من الخير وطول العمر.."أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب لان هذا حق . أكرم أباك وأمك التي هي أول وصية بوعد . لكي يكون لكم خير وتكونوا طوال الأعمار على الأرض" (اف 6 : 1) وعدم مخالفتهم فيقول المثل "إن المخالف حاله تالف" قال القديس انطونيوس "إن الطاعة والمسكنة يخضعان الوحوش لنا"!
3- طريق الملكوت : الطاعة هى الطريق المستقيم الضيق المؤدى الى الملكوت "طوبى للذين يصنعون وصاياه (الطاعة العملية) لكي يكون سلطانهم على شجرة الحياة ويدخلوا من الأبواب الى المدينة (مدينه الله)..." (رؤ22: 14) ، ان خطوات الطاعة على ارض صخرية (الحياة الأرضية) ، تقود فى النهاية الى ارض مزينة بالبهجة والحب تلك هى ارض سماء الله (الحياة السمائية). يقول القديس الأنبا بيمن " تذكر الملكوت وأمجاد الأبدية يجعل كل لذة مادية تصغر أمام عيوننا بل تصير معطلاً فنتركها بسهولة لنسعى نحو الملكوت ، ويجعل النفس تستهين بالآلام والضيقات لأنها مؤقتة ومهما طالت فهي لا شئ أمام امتداد الأبدية .."!

    ربى الحبيب علمنى ان اطيعك فى جميع الامور


تدريبات لحياة الطاعة:
+  إن برهان محبتك لله هو استعدادك لطاعة كلامه ، ومستعداً لطاعته مهما كلفك الأمر.
+ لا يوجد فى المسيحية ما يسمى بالطاعة العمياء ، فالطاعة العمياء تعنى الاستسلام بدون عقل او نور فى العين ؛ ولكن الطاعة المسيحية اساسها محبة وثقة فى من اطيعه ..، مع اليقظة حتى لا يحدث انحراف بعيداً عن وصية المسيح.
+ الطاعة المسيحية طاعة مستنيرة ، اطلب فيها باستمرار ارشاد المسيح فى قلبك .
+ الطاعة والخضوع  في البيت المسيحي : لا عناد ولا عصيان ولا تمرد ، فالزوجة تخضع لزوجها والأولاد يخضعون لوالديهم وكل العائلة تخضع لله وتطيعه بفرح .
+ الطاعة تكسر قوة الشيطان ، وتحررك من سلطانه ، فتستطيع أن تتغلب على أى خطية ، بل تكتسب الفضيلة المعاكسة .

+ نصيحة للقديس يوحنا الدرجى " اللة لا يترك نفسا اسلمت امورها الى الطاعة من اجله ." 

هناك 24 تعليقًا:

  1. ربنا يبارك عملكم ويستخدمكم لمجد اسمة القدوس

    ردحذف
  2. نشكرك علي هذه التعليم الصحيح والرب يسوع يزيدك و يباركك

    ردحذف
  3. نشكركم على هذا التعليم الصحيح

    ردحذف
  4. كلام جميل وأكثر من رائع.

    ردحذف
  5. كلام جميل ممكن بحث عن الطاعة من خلال الكاتب المقدس وبستان الرهبان

    ردحذف
    الردود
    1. بدون الطاعه بمحبه وايمان من القلب لن تجنى بركاتها

      حذف
    2. الرب يباركم موضوع جميل جدا عن الطاعة

      حذف
    3. موضوع جميل عن الطاعة و اتمنى ان تاتى بموضوع جميل مثل هذا الموضوع

      حذف
  6. البحث بسم الصليب جميل جدآ
    ربنا يبارك عملكم

    ردحذف
  7. الرب يبارك هذا العمل الرائع والتعليم الصحيح الممسوح بمساحة الروح القدس ويبارك الأخ ميشيل ويمد خدمته

    ردحذف
  8. توضيح أكثر من رائع ❤❤

    ردحذف
  9. جميل انا كتبت الموضوع ده و سلمته للوزير

    ردحذف
  10. الرب يبارك حياتك و يزيدك من كل نعمة.

    ردحذف
  11. الرب يبارك عملكم كل ماطلبته وجدته في هذا البحث ربناا يبارك خدمتكم وعملكم

    ردحذف
  12. آلَربً يَبًآرکْکْ وٌيَذِيَدٍکْ آکْتٌر

    ردحذف
  13. الرب يبارك

    ردحذف
  14. ساستخدم محتوى المقال في خدمة للشبيبة في العراق من بعد اذنك. والرب يبارككم

    ردحذف