الحياة المسيحية

الحياة المسيحية

كيف تقرأ الكتاب المقدس

اعداد: ميشيل نجيب دميان

1- ما هو الكتاب المقدس
+ تعريف الكتاب المقدس :
هو أسفار العهد القديم التى كتبت قبل المسيح  وأسفار العهد الجديد التى كتبت بعد المسيح .
الكتاب المقدس باللغة الانجليزية Bible  Holy
ويطلق كلمة الانجيل او البشارة على اسفار العهد الجديد ويسمى باللغة الانجليزية  Gospel
 +  يشمل الكتاب المقدس:
١ - العهد القديم أى الاسفار المقدسة التى كتبت قبل المسيح وعددها 39 سفر.
٢ - العهد الجديد اى الاسفار المقدسة التى كتبت بعد المسيح وعددها 27 سفر.
٣ - ويشمل العهد القديم الاسفار القانونية الثانية (الاسفار التى حذفها البروتستانت من طبعة الكتاب المقدس ) وهى اسفار تعترف بها كنيستنا وتقرأ في المناسبات المختلفة وتشمل(طوبيا - يهوديت - تتممة استير - الحكمة - يشوع بن سيراخ - باروخ - تتممة دانيال - المكابيين الاول والمكابيين الثانى) .
+ كُتاب الكتاب المقدس :ويبلغ عدد الكُتاب الملهمين الذين كتبوا الكتاب المقدس أربعين كاتباً. بينهم الراعي والصياد وجابي الضرائب والقائد والنبي والسياسي والملك.. الخ.  وكان جميع هؤلاء الكتَّاب من اليهود.
+ لغة الكتاب المقدس : كُتبت اسفار العهد القديم باللغة العبرية ، وكتبت اسفار العهد الجديد باللغة اليونانية ، ما عدا انجيل متى كُتب باللغة العبرية.
+ تدوين الكتاب المقدس:  استغرق مدة طويلة تصل الى ما يقرب من 1600عام  وأول سفر هو سفر التكوين كتبه موسى النبى عام 1500 ق.م  واخر سفر كتبه يوحنا الانجيلى عام 100 م .
+ ترجمات الكتاب المقدس:
 الترجمة السبعينية: قام بترجمتها من اللغة العبرية الى اليونانية لجنة من العلماء اليهود عددهم72 تحت رعاية بطليموس فيلادلفيوس عام 285 ق.م. وقد كانت مستعملة في أيام المسيح وقد استشهد بها كتَّاب العهد الجديد وآباء الكنيسة الأولى بآياتها ومعانيها.
الترجمة العربية الحالية: قام بها الأمريكان "عالي سميث" و"كرنيليوس فان ديك" وبطرس البستانى اللبنانى  بالترجمة من الأصل العبري الى العربية وتميزت الترجمة بدقتها وتمت سنة1865م .
وبلغت ترجماته الى1500لغة و1800لهجة حالياً.

2-أهمية الكتاب المقدس في حياتنا
+ الكتاب المقدس هو دستور المسيحية :
 واليه يرجع كل مسيحى أيا كانت هويته والكنيسة التى ينتمى اليها ، ويستند الى نصوصه مثبتاً صدق ايمانه ومعتقده ، واليه يرجع كل مؤمن بالسيد المسيح أياً كانت قامته الروحية لينهل من منهله العذب ويشبع من كلماته ويعمل بها ، التى هى روح وحياة " كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم .."(يع1: 22) قال القديس اثناسيوس الرسولى "بدون القراءة في الكتب المقدسة الالهية لا يمكن للذهن أن يدنوا من الله ."
+الكتاب المقدس هو كلام الله بوحى الروح القدس:
أنه يحوى أقوال الله ووصاياه ، فان كل ما كتب فيه موحى به من الله ، فالله هو معطيه للإنسان ليكون له طريقاً الى الحياة الابدية ، فهو كلمة الله المعلنة بروحه بفم أنبيائه وقديسيه في العهد القديم والعهد الجديد" لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس..."               (2بط1: 21) وقد قال القديس غريغوريوس الكبير    " أنه رسالة الله الى خليقته." وقال القديس كبريانوس "ينابع المليء الإلهي المقدمة للإنسان."
+ الكتاب المقدس نافع للتعليم والتقويم والتهذيب:
 ان الانسان قيمته في حياته وحياته في طاعة كلام الله ، الذى يُعلم الانسان الحياة المقدسة والسلوك القويم الذى يُؤهله لحياة فاضلة على الارض وحياة أبدية في السماء" كل الكتاب هو موحى من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذى للبر . لكى يكون انسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح." (2تيمو3: 16 ،17) قال القديس الانبا أنطونيوس" أتعب نفسك في قراءة الاسفار المقدسة فهى تخلصك من النجاسة." وقال القديس يوحنا ذهبى الفم " معرفة الكتب المقدسة تقوى الروح وتنقى الضمير، وتنزع الشهوات، وتعمق الفضيلة .. وتحمى من ضربات الشيطان.."  
+اهمية الكتاب المقدس في العبادة وصلوات الكنيسة:
+ في صلوات الاجبية : معظمها من سفر المزامير وفصول من الانجيل مضافً اليها قطع روحية عميقة ، وحبذا حفظ مزامير وصلوات الاجبية.
+ في صلوات القداس الالهى: على مدار السنة تقرأ فصول من رسائل بولس الرسول(البولس) ورسائل الرسل ( الكاثوليكون) واعمال الرسل (الابركسيس) والمزامير والانجيل والقداس الإلهى مقتبس من الكتاب.
+ في الصلوات الطقسية : تقرأ فصول من الكتاب المقدس ؛ كصلاة مسحة المرضى ، وصلاة تقديس المعمودية ، وصلاة الاكليل ، وصلوات اسبوع الالام ..، وفى جميع المناسبات الكنسية.
+ اهمية الكتاب المقدس في المجتمع :
الكتاب المقدس هو الذى يقنع الانسان بتأثير الهى حتى يتقى الله في جميع أعماله ويخلص في عمله ويقدم للمجتمع أفضل اناس ومواطنين صالحين " كل الكتاب هو موحى من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذى للبر . لكى يكون انسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح." (2تيمو3: 16 ،17) هو الكتاب الوحيد الذى يصلح لكل العصور ولكل البلاد ولكل الاعمار.. "سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى " (مز119: 105)  وما أصدق قول الفيلسوف عمانوئيل كانت  "ان الكتاب المقدس هو أعظم بركة أختبرها الجنس البشرى."  وقال القديس اغسطينوس  " حيث يكون الدين المسيحى عاملاً في النفس بتأثير مطلوب يخدم الامة بأفرادها الذين يهذبهم ويقوى مداركهم ويحسن أخلاقهم ويطهر قلوبهم ويصيرهم رجالاً أمناء نافعين ..الخ. "

3- السيد المسيح محور الكتاب المقدس
+ ان السيد المسيح هو محور الكتاب المقدس كله  وهو حجر الزاوية ؛ الذى يجمع العهدين معا القديم والجديد ، فأنه هو غاية الناموس " لأن غاية(هدف)  الناموس هو المسيح للبر لكل من يؤمن."(رو10: 4) والانبياء وكل كتب العهد القديم ، كما هو ايضاً حقيقة العهد الجديد ، كما يقول القديس اغسطينوس "ان العهد القديم مكشوف في العهد الجديد ، والعهد الجديد مخبوء في العهد القديم."  وكما يقول القديس ايريناوس "ان المسيح هو الكنز المخفى في الحقل والحقل هو الاسفار، لذلك فإننا نفتش أسفار الكتاب المقدس لنجد في كل منها ربنا يسوع المسيح ..، ان رؤساء الآباء والانبياء زرعوا الكلمة التى تخفى المسيح والكنيسة حصدتها."  
+ كان الكتاب قد أُستعلن جزئياً بواسطة الانبياء والكهنة  لأن الرموز والنبوات والممارسات التى عاشوها لم يكتمل معناها ويتضح الا في السيد المسيح له المجد ، ولهذا احتاج الرسل بعد قيامة المسيح " ان يفتح الرب اذهانهم ليفهموا الكتب.." (لو24: 44) قال القديس اغسطينوس "المسيحيون المؤمنون يرون أن في المسيح وأعمال الكنيسة قد تحققت كل نبوات العهد القديم سواء فى هيئة أعمال او طقوس رمزية ذات منطق يفيد أمور آتية."  
+ ان السيد المسيح بعد قيامته فسر لتلاميذه أنه هو محور جميع الكتب المقدسة " ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الانبياء يفسر لهم الامور المختصة به في جميع الكتب.."(لو24: 27)
+ ان السيد المسيح هو خلاصة الكتاب المقدس كله وجوهره ومحوره الذى يدور حوله الوحى الالهى . ولا توجد حقيقة اكثر وضوحاً واقناعاً بوحدة الكتاب المقدس من ان جميع الاسفار تسودها وتسيطر عليها شخصية واحدة تتحرك خلف الاحداث والنبوات والطقوس والعبادات في العهد القديم ، او كائنة بذاتها  تتم كل مشيئة الاب وتعلن ملكوته في العهد الجديد هى شخصية السيد المسيح مخلص العالم .
ففى بداية الكتاب المقدس من اوله الى اخره هو "يسوع المسيح ابن الله" نجده في (سفر التكوين) معلناً انه هو الذى يسحق رأس الحية "ابليس" (تك3: 15) وفى نهاية الكتاب (سفر الرؤيا) نقرأ عنه أنه آت سريعاً وأجرته معه ليجازى كل واحد كما يكون عمله (رؤ22: 12)  
   يا يسوع لقد أتيت لتكون     لنا حياة ولتكون لنا بوفره

4- كيف نقرأ الكتاب المقدس  
اولاً: القراءة بالروح :

الكتاب المقدس هو كلمة الله وكلمة الله روح وحياة " الكلام الذى اكلمكم به هو روح وحياة."(يو6: 63)
وهو مكتوب بإرشاد الروح القدس " تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس.."(2بط1: 21) فهو مجال تتلاقى فيه روح الانسان بروح الله الروح القدس، فهو كتاب روحى ، وليس كتاب تاريخ او علوم ...وان كان فيه حوادث تاريخية مؤكدة  ومعلومات علمية صحيحة. فكلام الله روح وحياة ولا يمكننا فهمه والشبع منه الا بالروح . والكتاب المقدس يناسب كل قامة روحية ، فهو كاللبن السهل الهضم بالنسبة للمبتدئ ، وكالطعام القوى بالنسبة للمتقدم في الروحيات ، كقول القديس غريغوريوس الكبير "الكتاب المقدس كالنهر العميق الذى يستطيع الفيل أن يعوم فيه ويمكن الحمل الصغير أن يعبره."
 ثانياً: القراءة بخشوع :
يجب أن تكون القراءة للكتاب المقدس بالاحترام والادب اللائقين بكلمة الله ، لكى نستفيد منها فتوقيرنا لكلمة الله توقير لشخصه القدوس ، وقديما قال الرب بلسان اشعياء النبى " الى هذا انظر الى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامى."(اش66: 2) وكلما تقدمنا في عشرة الرب ازداد تقديرنا وخشوعنا له ولكلامه كقول داود النبى     " من كلامك جزع قلبى"(مز119: 161) لذلك فان الشماس قبيل قراءة الانجيل في الكنيسة ينذر الشعب قائلاً " قفوا بخوف أمام الله وأنصتوا لسماع الانجيل المقدس.." لذلك تعلمنا الكنيسة قراءة الكتاب المقدس والاستماع اليه بكل خشوع وانصات واحترام ؛ حتى يشرق الله على قلوبنا لمعرفة  روحية لقوة كلمته . وغالبا تكون توجيهات الله للإنسان أثناء قراءة كلمته وفي حالة خشوع وقلب  مفتوح ، قال القديس يوحنا ذهبى الفم "ان قراءة الكتاب المقدس بنفس منفتحة تائبة خاشعة هى بمثابة تطهير وغسل."  
ثالثاً: القراءة بفهم:  
قراءة الكتاب المقدس هى وقوف تحت المستوى (يفهم)  Understand للدخول إلى عمق الكلام الإلهي، وفهم المقصود منه ، كطلب  داود النبى  قائلاً " فهمنى فألاحظ شريعتك وأحفظها بكل قلبى."(مز119: 34) والفهم الروحى لأقوال الله ووصاياه وتعاليمه هو دخول فى سر الانجيل؛ وعلامته احساس الانسان فى داخله بينبوع لا ينضب من المعانى الروحية لأقوال الله واتصال الحقائق بعضها ببعض وتفتح الذهن "حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب."(لو24: 45) ويوصينا القديس باسيليوس الكبير بأن نربى ذهننا فى الصلاة  "حتى يكون حساساً لقوة كل كلمة كما أن اللسان حساس لطعم المأكل."
رابعًاً: القراءة بتأمل:
 تأمل نظري : هو التأمل فى كلام الله وربط الآيات ببعضها واستخلاص الحقائق والمعاني والأهداف ..الخ  وهو يساعد الإنسان على الهدوء والتركيز، ويعطى قوة روحية ونشاط ذهني.. الخ  " تروا في أوامر الرب وفي وصاياه تأمل كل حين فهو يثبت قلبك وينيلك ما تتمناه من الحكمة."(سيراخ6 : 37)
تأمل عملي : هو التطبيق العملي للوصية الإلهية وكلام الله فى الحياة ، وهو يعطى خبرة روحية عملية وتذوق العشرة مع الله .. " ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب.."(مز34 : 8) وتصبغ أقوال الإنسان وفكره بقوة الهية وبكلمات قليلة (كلمة منفعة) يستطيع الإنسان أن يوصل الحقيقة للسامع ، كما يفعل الآباء الذين كانوا يعيشون الإنجيل بكل قلوبهم وفكرهم وقدرتهم .. فقد قال القديس ابيفانيوس "إن التأمل فى الكتب المقدسة حرز (كنز) عظيم ، يحفظ الإنسان من الخطية ، ويستميله الى عمل البر."
خامساً: القراءة بانتظام:
يلزم ان يقرأ المؤمن في الكتاب المقدي يومياً فقد اوصى الله قائلاً " لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك بل تلهج فيه نهاراً وليلاً لكى تتحفظ للعمل حسب ما هو مكتوب فيه لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح."(يش1: 8)  واغبط داود النبى الذى يفعل ذلك " طوبى للرجل ...فى ناموس الرب مسرته وفى ناموسه يلهج نهاراً وليلاً."(مز1: 1 ،2 ) وللتمكن من قراءة الكتاب المقدس خلال سنة يجب قراءة اربعة اصحاحات يومياً  وليكن ثلاثة من العهد القديم واصحاح واحد من العهد الجديد. ويجب قراءة السفر من اوله حتى اخره حتى تكتمل معرفته .ويمكن الاستعانة بكتب تفسير كنسية .
ويوصى القديس انبا انطونيوس بمداومة قراءة الكتب المقدسة حتى تتقدس نفوسنا  " أتعب نفسك في قراءة الكتب في تخلصك من النجاسة ، أتعب نفسك في قراءة الكتب المقدسة واتباع الوصايا  فتأتى رحمة الله عليك سريعاً."  وقال ا لقديس غريغوريوس النيسى " ان الجهل بما في الكتاب المقدس جرف عظيم السقوط وهوته عميقة."
سادساً: القراءة مع الحفظ:
كانت كلمة الله وما زالت هى المائدة الروحية التى يقتات منها كل القديسين والمؤمنين في كل مكان وزمان ، كانوا يلهجون فيها نهاراً وليلاً ..حفظوا كلمة الله فحفظتم الكلمة ، استناروا بها فأنارت أمامهم الطريق وجعلتهم نوراً لكثيرين. وقد كتب داود النبى المزمور 119 ترنيمة حب لكلمة الله يركز على اللهج بوصايا الله وحفظ كلمته في كل وقت " كم احببت شريعتك اليوم كله هى لهجى."(مز119: 97) فهى لهج المؤمن طول اليوم ... وبحفظ كلمة الله سر قوة الشباب " بما يقوّم الشاب طريقه بحفظ أقوالك.."(مز119: 9) وحفظ كلام الله يقى من الخطأ  " خبأت كلامك في قلبى لكى لا أخطئ اليك."(مز119: 11)  كما أن الرب يسوع طوب الذى يسمع كلام الله ويحفظه " طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه.."(لو11: 28) أى الحفظ والعمل به ، وكان المسيحيون في كل العصور يحرصون على تلقين اولادهم كلام الله وحفظه منذ الصغر. وبحفظ كلام الله يحفظنا الله .
قال القديس ما اسحق السريانى" قراءة الكتاب المقدس تنير العقل وتعلم النفس الحديث مع الله."
سابعاً: القراءة مع العمل:
الهدف من قراءة كلمة الله هى العمل بها في  حياتنا أن الذى يقرأ او يسمع الكلمة ولا يعمل بها يخدع نفسه " كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم ."(يع1: 22) وما أخطر أن يسمع الانسان كلام الله ولا يعمل به ، وكما قال الرب ان الذى يعمل بكلام الله كالبيت المبنى على الصخر لا يسقط ابداً ، والذى لا يعمل بكلام الله كالبيت المبنى على الرمل يسقط سريعاً(مت 24:7-27) لذلك يطوب الرب العاملين بالكلمة " ان عملتم هذا فطوباكم ان عملتموه."(يو13: 17) وهو يكرمهم ويشرفهم بأن يدعوهم اخوته " أمى واخوتى هم الاذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها"(لو8: 21) والعاملون بكلمة الله تكون لهم داله لدى الرب ففى ثقة يقولون" مهما سألنا ننال منه لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الاعمال المرضية أمامه"(1يو3: 22)
وامتزاج القراءة في الكتاب المقدس بالحديث مع الله ورفع القلب بصلاة كالتى يرددها القديس مار اسحق " يارب أعطنى أن ادرك القوة الكامنة في كتابك ."

4- بركات قراءة الكتاب المقدس  
1- رسالة الله الشخصية لى :  الكتاب المقدس رسالة شخصية من الله للإنسان مباشرة تهدف الى خلاصه والارتقاء بروحه لتعده للحياة الفضلى أى الحياة الابدية ، وتحمل رسالة الله قوة التأثير في النفس وتفصل بين الخير والشر " كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين وخارقة الى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة افكار القلب ونياته." (عب4: 12)  اطبع كلمة الله بطابع شخصى ، عندما نقرأ الانجيل يجب علينا أن نشخّص كلماته بوضع اسمنا في كل نص خذ (يو3: 16) "لأنه هكذا أحب الله  (فلان) حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا اهلك (أنا فلان) أن الكتاب المقدس هو رسالة حب شخصى لك من الله،  قال القديس ثيوفان الناسك " أنت معك الكتاب المقدس ، اذن أقرأه وفكر ملياً في ما يقول وطبق الكلمات على نفسك فهو قصد ثمرة القراءة."
2- نور يهدينا: كقول داود النبى " سراج لرجلى كلامك ونور لسيبلى."(مز119: 105) وكقول سليمان الحكيم" لأن الوصية مصباح و الشريعة نور."(أم6: 23)  فالكتاب المقدس نور يكشف امامنا طريق الحياة الطاهرة النقية والسبيل الى السلوك الصالح ومعرفة الله والوصول الى ملكوته الأبدي.
3- سلاح يقوينا : كلام الله سلاح قوى اختبره القديسون الذين عاشوها وقد استخدم الرب يسوع هذا السلاح في حربه مع ابليس الذى تقدم ليجربه فهو سلاح قوى تهرب منه قوى الشر ولا تقوى على مواجهته فمن أمامه هرب ابليس عندما اشهر الرب هذا السلاح " مكتوب" ليتنا نتمسك بكلام الله فيكون سلاحنا في مقاومة الشر وبه ننتصر على الشرير" البسوا سلاح الله الكامل لكى تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد أبليس .. سيف الروح الذى هو كلمة الله.."(أف6: 11-17)
4- كلامه يعزينا: كلام الله دائماً موضوع التعزية الحقيقية لأولاد الله " كل ما سبق فكتب أجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء."(رو15: 4) ولا يقتصر الكتاب المقدس على التعزية في الضيق بل مصدر الفرح والبهجة والسلام الدائم لأولاد الله في كل وقت ويقول عنه القديس يوحنا ذهبى الفم " أنه فردوس أشهى من الفردوس الأرضي وقد اقامه الله في نفوس المؤمنين في كل الارض والى اقصى المسكونة."


هناك 5 تعليقات:

  1. بيشوى فايز 0120074500121‏/1‏/2020، 5:01 م

    شكرا جدا على تعبك في عمل هذا الموقع
    ارجو السماح باستعارة تلك الابحاث الرائعة في كتاب من اعدادي عن الفضائل مع العلم بكتابة اسمك دائما فى كل استعارة
    د بيشوى فايز

    ردحذف
  2. الرب يباركك خادم الله أنت بركة لكثيرين

    ردحذف
  3. ربنا يعوض تعبك محبتك

    ردحذف
  4. أللةيعطيك.نعمة.ويبارك.امينحياتك

    ردحذف
  5. ربنا يجدد ذهنك امين

    ردحذف