الحياة المسيحية

الحياة المسيحية

حياة الطهارة


حياة الطهارة
V تعريف :
+ فى اللغة العربية: الطهارة : نقى من النجاسة والدنس ، بريء من كل ما يشين .
+ فى اللغة اليونانية ،الطهارة :Katharotes
+ فى اللغة الانجليزية ، طهارة : purity

V مفهوم الطهارة :
X الطهارة والنجاسة فى العهد القديم :
تطلق كلمة نجاسة على الخطية ، وعلى حيوانات وطيور واسماك لا تؤكل ، وعلى عدم النظافة وعلى بعض الامراض ..الخ . كما تطلق طهارة على عدم مخالفة الوصية، وعلى النظافة وعلى حيوانات وطيور واسماك تؤكل.. الخ . كما جاء فى سفر اللاويين وسفر التثنية .
X الطهارة والنجاسة فى العهد الجديد:
تطلق كلمة نجاسة فقط على كل الخطايا بجميع انواعها والطهارة تطلق على حالة القداسة والتعفف وعدم ارتكاب خطية ، أما المأكولات والامراض هى عدم نظافة جسدية لا تنجس الانسان  فوصية الرب " ليس ما يدخل الفم لا ينجس الانسان بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الانسان."(مت15: 11)  
X طهارة خارجية : تشمل طهارة الجسد وطهارة الحواس من نظر وسمع ولمس وطهارة اللسان واليد والحشمة فى الملبس والمأكل ..الخ وتقديس الحواس وتنقيتها ويلزم للإنسان المسيحي أن يسلك بتعفف فى كل شيء "وكل من يجاهد يضبط نفسه (يتعفف) في كل شيء" (1كو9: 25)
 Xطهارة داخلية : وتشمل طهارة القلب والفكر والنفس ، فالطهارة هى عدم الانسياق وراء الشهوات الجسدية او الأهواء او المغريات المادية او الإدمان بأنواعه.. الخ ، والطهارة سر قوة الإنسان روحياً وجسدياً "لا تكن تابعاً لشهواتك بل عاصي (قاوم) أهوائك."(سيراخ18: 20) 
X طهارة المؤمنين : إن المؤمنين هم عروس المسيح العفيفة (متزوجين وبتولين ورهبان..الخ ) يجب أن يسلكوا بطهارة وقداسة فى حياتهم ، ومن صلوات القداس "وطهارة كل شعبك.. " وكما وضح ذلك بولس الرسول " فاني أغار عليكم غيرة الله لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح." (2كو11: 2)  "إن عروس المسيح لا يمكن أن تكون زانية ، بل هى طاهرة غير دنسة." (القديس كبريانوس)

V السيد المسيح مثلنا الأعلى في الطهارة :
X كان المسيح عفيفاً طاهراً : فهو البار والقدوس  لم يفعل اى إثم او خطية ، وقد قال المسيح متحدياً اليهود" من منكم يبكتني على خطية." (يو8: 46) فهو مثال لنا فى الطهارة، قال القديس يوحنا الدرجى "المسيحي هو الذي يتشبه بالمسيح على قدر ما يمكن فى الأفعال والأقوال والأفكار."!
X تعاليمه السامية عن الطهارة:
+ عن طهارة القلب: قال "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله"(مت 5 : 8) "الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر.. " (لو6 : 45)
 + عن طهارة العين : قال  "أن كل من ينظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه.. فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها والقها عنك (امنعها).."(مت5: 28).
+ وعن طهارة اليد : قال "وإن كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها والقها عنك (امنعها).."(مت5: 30)
+ وعن طهارة اللسان : قال "إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساب يوم الدين"(مت12: 36).

V القديسون والطهارة  :
X عظمة الطهارة : إن حياة الطهارة هى شهوة يشتاق إليها كل ابن من أبناء الله القديسين كوسيلة لسكنى الروح القدس فى هياكلنا الطاهرة وحضور مخلصنا الصالح ليسكن فى القلب  ، هى شهوة كل نفس أمينة فى محبتها لعريس نفوسنا يسوع المحبوب "في طهارة في علم في أناة في لطف في الروح القدس في محبة بلا رياء" (2كو6 : 6) قال القديس موسى الأسود "الذى يريد كرامة الرب عليه أن يتفرغ لطهارة نفسه من الدنس."
 Xالبتولية والرهبنة : لقد تمسك القديسون بحياة  الطهارة وعاشوا فيها ، ومن محبتهم فى الطهارة سلكوا فى البتولية والرهبنة ، ومنهم من فضل الاستشهاد للمحافظة على طهارته ، فان البتولية شيء حسن ولكن المهم هو حفظها بكل اجتهاد وتعب مؤزرا بنعمة المسيح "من زوج فحسنا يفعل ومن لا يزوج يفعل أحسن"(1كو7: 38) قال القديس يوحنا الدرجى "من غلب جسده وطبيعته .. فقد شارك الطبيعة الملائكية ." وقال القديس يوحنا الدرجى  "رأس العفة ضبط الفكر."

V سمات الطهارة المسيحية :
1- الطهارة الشاملة : لكل مسيحي سواء كان متزوجاً او غير متزوج  او مترملاً او بتولاً رجلا او امرأة كبيراً او صغيراً وبكل ما يختص:
+ بطهارة الجسد : كالحواس..الخ ، والطهارة من الشهوات الجسدية والجنسية "أن تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس"(1بط 2 : 11)
+ وطهارة النفس : كالدوافع والميول والمشاعر  وضبط شهوات النفس والشبع بالله"النفس الشبعانة (بالله) تدوس العسل (شهوات العالم)"(أم27: 7)
+ وطهارة القلب : كنقاوة القلب والروح والأفكار .. الخ ، فالطهارة الداخلية يبنى عليها كل طهارة خارجية " فوق كل تحفظ أحفظ قلبك لان منه مخارج الحياة." (أم4: 23) قال القديس باخوميوس "احرس على طهارة جسدك وقلبك  لأن كان حفظت هاتين فأنك تبصر الله ."
2-    الطهارة القلبية : من القلب تصدر الطهارة او النجاسة ومن القلب الصالح يخرج الصلاح ومن القلب الشرير يخرج الشر ، لذلك القلب الطاهر ينال نعمة "من أحب طهارة القلب فلنعمة شفتيه يكون الملك صديقه" (ام 22: 11) "غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء" (1تي1 : 5) فأن الله يهب الطهارة للإنسان الذى يطلبها" علمت باني لا أكون عفيفا (طاهراً) ما لم يهبني الله العفة."(الحكمة8 : 21) المسيح يُحرر   " فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا.. "      (يو8 : 36) يُحرر من سيطرة الخطايا أياً كانت خطايا جنسية أو إدمان.. ومهما طالت سيطرتها على النفس ، قال القديس اكليمنضس "على الطاهر ألا يفتخر بطهارته بل ليعلم أن خالقه الذى منحه (بالنعمة) أن يضبط نفسه (يتعفف)."
3-   الاجتهاد فى الطهارة : مفهوم الطهارة والعفة هى الامتناع عن الشرور بصفة عامة وكل ما لا يليق والسيطرة على الشهوات، لذلك يلزم للإنسان فى جهاده الروحي لبلوغ الملكوت حياة التعفف فى كل شيء "كل من يجاهد يضبط نفسه (يتعفف) في كل شيء"(1كو9: 25) ان الطهارة نعمة وعطية مجانية ولكنها تطلب بالجهاد ، فأن حياة الطهارة تقربنا الى الله "الطهارة تقرب الى الله"(حك6 : 20) قال القديس مار اسحق السريانى "التعب الجسدانى وهذيذ الكتب يحفظان الطهارة." وقال القديس يوحنا الدرجى  " رأس العفة ضبط الفكر."

V مجالات الطهارة :
1-   طهارة السلوك: الخارجي والداخلي :
+ الضمير الطاهر : يجب ان يكون لنا ضمير طاهر، يكون مرشداً الى الصلاح ورادعاً عن الشر " لهم سر الإيمان بضمير طاهر."(1تي 3 : 9)
+ القلب الطاهر : يجب ان يكون لنا قلب طاهر من كل شر ، وعلامته هى المحبة "فأحبوا بعضكم بعضاً من قلب طاهر بشدة"(1بط1 : 22)
+ النفس الطاهرة : يجب ان تكون لنا الدوافع والميول والمشاعر الطاهرة التى تحفظنا من الدنس والنجاسة " أحفظ نفسك طاهراً"(1تي5 : 22)
+ الديانة الطاهرة : التى يريدها الله مساعدة المحتاجين" الديانة الطاهرة النقية عند الله الاب هي هذه افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم"(يع 1 : 27)
+ السيرة الطاهرة: يجب ان تكون سيرتنا مقدسة وطاهرة أمام الاخرين ، وخاصة سيرة النساء حتى لا يسببن عثرة او تصرف سيء يسيء لهن " ملاحظين سيرتكن الطاهرة بخوف ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن (1بط  3 :  1-4 )
2-   طهارة الحواس: الخمس حواس تكون طاهرة
+ كالعين: يجب ألا تشتهى ولا تستعلي ولا تستكبر ولا تنظر نظرة شهوانية من اى نوع ..             
+ واللسان : ألا يتلفظ بكلمة بطالة لا شتيمة او كذب او حلفان او إدانة أو من خطايا اللسان.          
+ والأذن : لا تسمع ولا أن تسعى الى سماع كلام او أحاديث شهوانية او إدانة او مذمة..
+ واليد : تعنى الأمانة وعدم السرقة ولا تغتصب ما للغير وعدم ضرب الآخرين او إيذائهم او تقديم ما يضرهم مثل الخمور والمخدرات.. الخ
قال القديس نيلوس "أحفظ أبواب السمع وأبواب العينين فقد اعتادت سهام الشر الدخول منها."
3-  طهارة الجسد : فى بعدة عن كل شهوة رديئة مثل النجاسة والزنا بأنواعه وشهوة الأكل والراحة..  " لان هذه هي إرادة الله قداستكم أن تمتنعوا عن الزنا ..لان الله لم يدعنا للنجاسة بل في القداسة." (1تس4: 3، 7) قال القديس موسى الأسود " قهر الشهوة يدل على تمام الفضيلة والانهزام لها يدل على نقص المعرفة."  

V بركات حياة الطهارة :
1-  ننال نعمة وبركة : الإنسان الطاهر ينال نعمة وبركة الله "الطاهر اليدين والنقي القلب.. يحمل بركة من عند الرب"(مز24: 4 ،5) فان الطهارة تقرب الانسان لله وينال بركته " الطهارة تقرب الى الله"(الحكمة6 : 20) قال القديس اغسطينوس " ان العفة هى عطية من الله فقد جاء فى سفر الحكمة أنه لا يمكن لأحد ان يكون عفيفاً ما لم يعطى له ذلك من قبل الله." وقال القديس باخوميوس "أحفظ نفسك من الشهوة فهى أم جميع الخطايا والشباك ، والمقتنص بها يضل عقله فلا يعود يعلم شيئا من أسرار الله."!
2-  نزداد قوة  : إن حياة العفة والطهارة تعطى قوة وصحة روحية وجسدية ، بل تمنع من أمراض تسببها النجاسة  " أما الصديق فيستمسك بطريقه والطاهر اليدين يزداد قوة." (أي17: 9) ويوسف الصديق مثال للطهارة لذلك كان الرب معه وكان ناجحا فى كل حياته "وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا.." (تك 39 : 2) قال القديس الانبات باخوميوس " تشبه بطهارة يوسف وحكمته وصبره وأحب سيرته وألزم البكورية فى أعضائك والطهارة فى قلبك وجسدك وإياك والنجاسة فهى تفصل الإنسان عن الله ، وأهرب من جميع ملذات (شهوات) الدهر الحاضر" وقال القديس انطونيوس "الإنسان الحر هو ذاك الذى لا تستعبده الملذات الجسدية بل يتحكم فى الجسد بتمييز صالح وعفة."  
3-   لبس الثياب البيضاء فى السماء : وعد الرب فى سفر الرؤيا الذين يعيشوا حياة الطهارة فى حياتهم ، بأن يكونوا معه فى السماء ويكتب أسمائهم فى سفر الحياة فالذين " لم ينجسوا ثيابهم (أصحاب العفة) فسيمشون معي (مع المسيح) في ثياب بيض (فى السماء) لأنهم مستحقون ، من يغلب فذلك سيلبس ثيابا بيضا ولن أمحو اسمه من سفر الحياة.."(رؤ3: 4 ،5) والانسان الطاهر يمتدح فى حياته ايضاً ، فقد قال القديس مار افرام السريانى " حب السلامة والطهارة  لتؤهل لمعاينة وجه الرب الإله .. الطهارة تسبب فى هذا الدهر مديحاًًً وفخراًًًً وفى العتيد تفيد إكليلاً." وقال القديس يوحنا ذهبى الفم "طوبى للإنسان الذى يحفظ نفسه طاهراً من الصغر حتى الكبر ، طوبى لمن له نصيب فى قيامة الصديقين فأن الملائكة تجمعه إلى مكان الحياة حيث فرح ملكوت السموات ."!

Vامثلة لحياة العفة :
+ يوسف الصديق :
 هذا هو يوسف البار الذي في طهارة قلبه وعفة جسده أرتفع فوق مستوي الخطية ، وقال عبارته الخالدة:  " كيف اصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلي الله؟!" (تك39: 9) أعتبر أن الخطية موجهة أصلاً إلي الله ، وليست فقط ضد امرأة فوطيفار، ولا ضد زوجها ، فاعتبر الخطية شرًا عظيماً واعتبرها موجهة إلي الله. كانت الطهارة التي في قلبه ، اقوي من الإغراء الذي عرف بضميره النقي أن الزني شر عظيم ، قبل أن يسلم الله لوحي الشريعة إلي موسى النبي ، وفيها الوصية السابعة "لا تزن" (خر20: 14) لقد نفذ الوصية قبل أن تكتب في التوراة بمئات السنين..
+ القديس تيموثاوس :
تيموثاوس هو أحد الذين آمنوا على يد القديس بولس الرسول وأحد رفقاءه والعاملين معه فى خدمته وتخذه تلميذاً وابناً له  "لذلك ارسلت اليكم تيموثاوس الذي هو ابني الحبيب والامين في الرب.."(1كو4: 17) وحثه على حياة الطهارة فى رسائله له " أحفظ نفسك طاهرا.ً."(1تي5 : 22) ولأنه كان شاباَ نصحه بالبعد عن الشهوات الشبابية والجسدية" أما الشهوات الشبابية فهرب منها واتبع البر والإيمان والمحبة.."(2تيمو2: 22) وقد أقامه بولس الرسول اسقفاً على أفسس  وكتب له رسالتين تعليمية ، وقد رعي هذا القديس رعية المسيح احسن رعاية وأنار العقول بتعليمه واستشهد فى 23طوبة سنة97م
+ القديسة فبرونيا العفيفة (723-749م)
كانت راهبة بأحد اديرة أخميم ، وحدث ان الخليفة مروان الأموي فى القرن الثامن الميلادي ، اطلق جنوده للسلب والنهب فى البلاد وخاصة الاديرة ، فشاهد القائد راهبة صغيرة جميلة اسمها فبرونيا اراد ان يقدمها للخليفة ، فقالت فبرونيا للقائد : عندنا فى الدير زيت تتلى عليه الصلوات وندهن به لا نخاف الموت ولا السيف ، ومستعده ان ادهن رقبتي وتضربني بسيفك لترى النتيجة ، وذهبت للكنيسة وصلت بحرارة امام ايقونة العذراء مريم لكى يعينها الله بشفاعتها على حفظ عفتها ، ودهنت رقبتها بالزيت ، واستل القائد سيفه وضرب عنقها بكل قوته ففى الحال انفصلت راسها عن جسدها ، ونالت اكليل الشهادة لأجل ايمانها وعفتها 29توت.

V تدريبات لحياة الطهارة:
+ ابتعادك عن العثرات والاعثار بالحواس يجعلك فى بعد عن الافكار الخاطئة .
+ حافظ على عفة اذانك بتعودها على سماع التراتيل والعظات .. وحافظ على عفة عينيك بتطلعك للمسيح وللسماء والقديسين..
 + درب ايديك بان لا تمتد الى ما لغيرها ولا تفرح بربح قبيح او رشوة او عيش مسرف بل تسرع فى خدمة المحتاجين والعطاء..
+  ابتعد بلسانك عن الادانة والتهكم والكذب والكلام الغير بناء ..
+ اما قلبك اى انسانك الداخلي فيمتلئ بمحبة الله والمشاعر المقدسة والعواطف الروحية..
+ درب نفسك على تلاوة صلاة يسوع وبعض الترانيم المعزية فتهرب الأفكار النجسة كما تهرب الحشرات من النور.
+ في معاملاتك مع الجنس الاخر ، تتعامل معهم كأخوة أحباء باحترام ونقاء ، دون إزالة للكلفة أو خدش للحياء ، وإنما بود وإعزاز ، كأعضاء معك في جسد المسيح أو في أسرة الإنسانية.

هناك تعليقان (2):

  1. موضوع جميل جدااا ربنا يعوضكم بكل الخير

    ردحذف
  2. جميل جدا جدا

    ردحذف