الحياة المسيحية

الحياة المسيحية

حياة التواضع

V تعريف :
X فى اللغة العربية، التواضع : التنزه عن الكبر
X فى اللغة اليونانية: التواضع : Tapeinophrosune وتعنى شعور المرء بضعفه وعدم الاعتداد بالذات وعدم الافتخار بمواهبه ..
X فى اللغة الانجليزية ،التواضع : Humility

Vمفهوم التواضع :
X تواضع مطلق : هو تواضع الله فى انه خلقنا على صورته ومثاله ، وجعلنا أبناء له ، اهتمامه بنا ، تجسد كلمته يسوع المسيح لخلاصنا "وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد"(1تى3: 16) وهذا قمة وعظمة تواضع الله .  
 X تواضع نسبي : هو تواضع الإنسان وهو يتناسب مع مدى سلوك الإنسان بتواضع داخلي نحو نفسه وتواضع خارجي نحو الآخرين " وتسربلوا بالتواضع لان الله يقاوم المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة."(1بط5: 5)
X تواضع خارجي : يتمثل فى معاملات الإنسان مع الآخرين بالتواضع والوداعة وطول البال والاحتمال.    " أن تسلكوا.. بكل تواضع ووداعة وبطول أناة محتملين بعضكم بعضا في المحبة" (اف4: 2)
X تواضع داخلي : تتمثل فى هدوء الأعصاب وهدوء الملامح والصوت والمشاعر.. "غير مهتمين بالأمور العالية بل منقادين الى المتضعين لا تكونوا حكماء عند أنفسكم."(رو12: 16)
 X تواضع الروح : هى مسكنة الروح وانكسار النفس بدون مذلة " قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح . تواضع الروح مع الودعاء .."(أم16: 19) فأن متواضعى الروح هم أول المطوبين  والسعداء كوعد السيد المسيح "طوبى للمساكين بالروح لأن لأهم ملكوت السموات"(مت5: 3)

V السيد المسيح مثلنا الأعلى فى التواضع :
 X تواضعه فى تجسده : اذ ترك المجد وصار مثل عبد وقبل الصلب والموت  " الذي اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله . لكنه اخلي نفسه أخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس . وإذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه.."(فى2: 6-8)
X تواضعه فى ميلاده وحياته: ولد فى مذود بقر وعاش فقيرا  " فليس له أين يسند رأسه."(مت8: 20) سالكا بالبساطة مع الكل وقيل عنه " لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع احد في الشوارع صوته"(مت12: 19)
X تواضعه فى خدمته : فقد اتى ليخدمنا " لم يأت ليخدم بل ليخدم" (لو20: 28) وقال لتلاميذه"أنا بينكم كالذى يخدم"(لو22: 27) وظهر اتضاعه فى غسل أقدام تلاميذه ومسحها بمنشفة (يو13: 5) وقال "من أراد أن يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما"(مت20: 26)
X تواضعه فى طاعته للآب : وقال له " لتكن مشيئتي بل مشيئتك" " ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت"(مت26: 39) وقيل عنه " وضع نفسه و اطاع حتى الموت موت الصليب"(فى2: 8) إذا كان الكبرياء اسقط ادم والبشرية من الجنة ، فأن بتواضع السيد المسيح وطاعته خلص البشرية وفتح الفردوس.
X  فى تواضعه حمل خطايانا :  وهو القدوس البار "لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا"    (2كو5: 21) حمل خطايا العالم كله وهكذا صلب كفاعل إثم وهو البار ورضي أن يكون أمام الآب ذبيحة خطية .
X دعانا أن نتعلم منه التواضع : وقال " تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت11: 29) وفى عظته على الجبل أعطى الطوبى الاولى للمساكين بالروح (المتواضعين) ثم أعطى الطوبى الثانية للودعاء قال القديس ما اسحق"الاتضاع هو حلة اللاهوت التى لبسها رب المجد يسوع وكل من لبس هذه الحلة يكون شبه الله الذى لبسنا عندما خلصنا."

V سمات التواضع المسيحي :
1- التواضع مع الوداعة : لان التواضع الوداعة هما من سمات الإنسان المسيحي" فاطلب إليكم.. أن تسلكوا.. بكل تواضع ووداعة وبطول اناة محتملين بعضكم بعضا في المحبة" (أف4: 1،2) والذين يحيون مع الله يجب أن يتوشحوا بأتضاع العقل والوداعة   "فالبسوا كمختاري الله.. تواضعا ووداعة " (كو3 : 12) ويسوع المسيح نفسه "وديع ومتواضع القلب" كما إن التواضع أساس لكل الفضائل  قال القديس موسى الأسود "تواضع القلب يتقدم الفضائل كلها والكبرياء هى أساس كل الشرور." وقال القديس يوحنا كاسيان " ليس من سبيل إلى أساس متين من الفضائل إلا بالاتضاع وانسحاق النفس."  
2- التواضع الدائم : بالتطلع إلى أتضاع مخلصنا الدائم "ناظرين الى رئيس الإيمان ومكمله يسوع" (عب12: 2) والاقتداء بتواضعه ، فأن المسيح لا يصنع منزلا إلا فى القلوب الأكثر تواضعا لأنه يسكن فقط مع المتواضعين السلوك بتواضع وذلك بقياس نفسي على ضوء المقياس الكامل الذى هو الكتاب المقدس ، وأيضا أقيس نفسي بمن هم أفضل منى سواء القديسين والأتقياء القدماء او المعاصرين قال القديس مار اسحق " الإنسان الذى قد عرف ضعفه وعجزه قد حصل إلى حد الاتضاع ."
3- التواضع من القلب : هو أساس كل تواضع ، وشعور الإنسان بضعفه وعدم الاعتداد بالذات ، وان ينسب كل أعماله الطيبة إلى نعمة الله .  فأن الخطر الأكبر  للمتكبر انه يقع تحت التأديب والسقوط " قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح" (أم11: 2) قال القديس باخوميوس  " احذر من تكبر القلب لأنه أشنع الرذائل كلها." كما إن الله قريب من متواضع القلب " قريب هو الرب من المنكسري القلوب ويخلص المنسحقي الروح ." (مز34: 18) قال القديس مار اسحق    " إن كنت متضع القلب بالحق فالله يكشف لك عن مجده .. يستحيل أن يترك الله قلبا منسقا بدون تعزية." 
   
V مجالات التواضع :    
1- تواضع قدام الله : فأن الكبرياء تسد باب القلب وتغلقه فى وجه المسيح الوديع المتواضع لأن  " الكبرياء أول الخطايا"(سى10: 15) فأن التواضع هو انكسار النفس بدون مذلة ، وهو خشوع القلب بدون مهانة ، وعدم افتخار الإنسان بمواهبه "اتضعوا قدام الرب فيرفعكم." (يع4: 10) قال القديس اشعياء الاسقيطى " التواضع قدام الله هو أن يحسب الإنسان نفسه خاطئا ، وانه لم يفعل شيئا من الصلاح أمام الله." وقال القديس باخوميوس "كن متواضعا ليحرسك الرب ويقويك ، فأنه يقول انه ينظر إلى المتواضعين ."
2- تواضع قدام الناس : فالكبرياء تبنى أسوارا بين الناس ، بينما التواضع جسورا ، إن التواضع هو الزيت الذى يلطف ويلين العلاقات " أن تسلكوا.. بكل تواضع ووداعة وبطول أناة محتملين بعضكم بعضا " (اف4: 2) كذلك الكبرياء تعيق نعمة الله فى حياتنا " تسربلوا بالتواضع لان الله يقاوم المستكبرين واما المتواضعون فيعطيهم نعمة."(1بط5: 5) وبقدر الإمكان يخفى الإنسان بره عن الناس . قال القديس مقاريوس  " الاتضاع قدام الناس هو أن يحسب الإنسان نفسه انه اصغر وأحقر من كل احد." وقال القديس يوحنا القصير " ليكن كل واحد كبيرا فى عينيك ولا تهن الذين اقل منك."   
3- تواضع فى الصلاة : الصلاة المنسحقة لها قوة وفاعلية كبيرة ، فتستجاب فى الحال كصلاة العشار ، وتجلب رحمة الله ومعونة النعمة . داود عرف ذلك فقال " الذبيحة لله روح منسحق ، والقلب المتواضع لا يرذله الله."(مز50: 17) قال القديس مار اسحق " لنتعلم كيف نستميل قلب الله إلى الرحمة بالصلاة الممزوجة بالتواضع والوداعة لان الله أعطانا مفتاح الوصول إلى قلبه " تعلموا مني لأني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم"(مت11: 29) الرب لا يحب شيئا مثل النفس الوديعة المتضعة."

V بركات حياة التواضع :
1-  ننال كرامة ومجد: أن الرب يعطى كرامة ورفعة حقيقية للمتواضعين " لان كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع" (لو14: 11) لأن " ثواب التواضع ومخافة الرب هو غنى وكرامة وحياة."(أم22: 4) البعد عن محبة المديح والكرامة ومراكز الصدارة فقد قال القديس مار اسحق " من سعى وراء الكرامة هربت منه ، ومن هرب منها بمعرفة سعت إليه."  
2- بالاتضاع نغلب الشيطان ونحفظ من السقوط: "أما المتواضعون فيعطيهم نعمة. فاخضعوا لله قاوموا إبليس فيهرب منكم."(يع4: 6، 7) قال القديس مار اغريس "إن الشياطين تخاف من المتواضع لأنهم يعرفون انه صار مسكنا للرب." وقال القديس برصنفيوس " اقتن الاتضاع فأنه يكسر جميع فخاخ العدو." رأى القديس انطونيوس شباك الشيطان منصوبة.تنهد متسائلا "من يقدر أن يفلت منهم ؟" فاتاه صوت من السماء قائلا "المتضعون يفلتون."
3-  بالتواضع ننال النعمة: "  تسربلوا بالتواضع لان الله يقاوم المستكبرين و اما المتواضعون فيعطيهم نعمة"   (1بط5: 5) "كذا (الرب) يعطي نعمة للمتواضعين."(أم3: 34) قال القديس مار اسحق" الاتضاع يتقدم النعمة والعظمة تتقدم التأديب."
4- التواضع يحفظ لنا الفضائل : الفضيلة بدون التواضع تضيع  "فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين احشاء رافات ولطفا وتواضعا ووداعة و طول أناة"(كو3: 12) قال القديس ياسيليوس "التواضع هو الكنز الذى يحفظ جميع الفضائل." وقال الآباء "كل فضيلة يعملها الإنسان بدون اتضاع تكون طعاما للمجد الباطل."

5- التواضع يؤهلنا للملكوت : طوب الرب الذين بأختيارهم يتواضعون ويذلون انفسهم لأن لهم الملكوت      " طوبى للمساكين بالروح (المتواضعين) لان لهم ملكوت السماوات." (مت5: 3)"اتضعوا قدام الرب فيرفعكم (للسماء)" (يع4: 10) قال القديس اغسطينوس "تواضع مع إلهك المتضع ، لكيما ترتفع فى إلهك الممجد."

هناك تعليقان (2):

  1. اذا تواضع شعبي …

    ردحذف
  2. يا رب اجعلنا دائما خاضعين امامك بقوة الروح القدس لنرتفع فيك ونجد الراحه لنفوسنا

    ردحذف