الحياة المسيحية

الحياة المسيحية

حياة الرحمة

V تعريف :
+ فى اللغة العربية،الرحمة : الخير والنعمة والعطف
+ + فى اللغة اليونانية ، رحمة : Eleos
+ فى اللغة الانجليزية ، الرحمة : Mercy

V مفهوم الرحمة :
X رحمة مطلقة : هى رحمة الله للبشر ورحمته كثيرة وغير محدودة وشاملة لكل الناس "الرب حنان ورحيم طويل الروح وكثير الرحمة." (مز 145 : 8) "وانه صالح والى الأبد رحمته."
X رحمة نسبية : هى رحمة الإنسان وهى نسبية تتناسب مع مدى صلاح الإنسان ومحبته لأعمال الرحمة والحق "لا تدع الرحمة والحق يتركانك تقلدهما على عنقك اكتبهما على لوح قلبك."(ام 3 :  3)
X رحمة بالنفس : أن يرحم الإنسان نفسه بأن يعرف قيمته نفسه عند الله وان الرب يسوع فداه بدمه ، فلا يستمر فى الشر او الإدمان ..الخ الذى يهلك نفسه فى الدنيا وفى الأبدية "لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله واهلك نفسه او خسرها."(لو 9 : 25)
X رحمة بالآخرين : تتعد صور الرحمة للآخرين من مساعدة او عطاء او صدقة او عمل خير ..الخ        فقد مدح السيد المسيح الرحماء لأنهم ينالوا رحمة الله " طوبى للرحماء لأنهم يرحمون." (مت 5 :  7) " لان الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة والرحمة تفتخر على الحكم." (يع 2: 13)
X رحمة بالمساكين : من يرحم المسكين والفقير ينجيه الله من كل شر ويجد  رحمته ومعونته دائما "طوبى للذي ينظر الى المسكين في يوم الشر ينجيه الرب." (مز 41 : 1) بل ان رحم الفقير له دالة عند الله   "من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفه يجازيه." (ام  19 :  17) فأن السيد المسيح يعتبر أعمال الرحمة بالمساكين والفقراء والمحتاجين ..ألخ سببا لدخول ملكوت السموات " بما إنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم""(مت25: 40)     

V الله والرحمة :
X الله اله الرحمة : الرحمة من أهم صفات الله فهو الرؤوف الحنون الرحمن الرحيم .. انه رب الرحمة "يارب الرحمة يا صانع الجميع بكلمتك."(حكمة 9 : 1)
X  رحمة الله كثيرة : رحمته كثيرة جدا لا تحد ولا تحصى "الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة" (مز  103 :  8) وغنى فى رحمته ومحبته  التى تشمل كل البشر " الله الذي هو غني في الرحمة من اجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها." (أف 2 : 4)
X رحمة الله إلى الأبد : فأن رحمته مستمرة ودائمة إلى الأبد "احمدوا الرب لأنه صالح لان الى الأبد رحمته." (مز 107 : 1) وقد وعدنا أن تشملنا رحمته ومحبته الأبدية "محبة أبدية أحببتك من اجل ذلك أدمت لك الرحمة."   (أر 31 : 3)  "وإلى الآباد رحمته "(من التسبحة)

 Vالسيد المسيح مثلنا الأعلى فى الرحمة :
X فى المسيح التقى عدل الله ورحمته : فيه تحققت النبوة " الرحمة  والحق التقيا البر والسلام تلاثما." (مز85 : 10) ففيه استوفى العدل الالهى بالصلب كفارة عن خطايانا " لكي يكون رحيما ورئيس كهنة أمينا في ما لله حتى يكفر خطايا الشعب" (عب2 : 17)  
X المسيح برحمته حمل وغفر خطايانا بالصليب :   أخذ الذى لنا (خطايانا) وأعطانا الذى له (بره) " الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر.." (1بط 2 : 24)
X رحمته وحنانه على الجموع والمرضى :  لقد اظهر السيد المسيح فائق رحمته وشفقته وحنانه للجموع والمرضى والخطاة  "فلما خرج يسوع أبصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم وشفى مرضاهم"(مت14: 14)
X تعليمة السامية عن الرحمة : أعطى أهمية كبرى للرحمة بين الناس " فاذهبوا وتعلموا ما هو أني أريد رحمة لا ذبيحة لأني لم آت لادعوا أبرارا بل خطاة الى التوبة" (مت9 : 13) وقد بين أن الرحماء يستحقون رحمة الله "طوبى للرحماء لأنهم يرحمون." (مت 5 : 7) وأعطى
مثل السامرى الصالح مثال للرحمة والشفقة (لو10: 30-37)

V سمات الرحمة  المسيحية :
1- الرحمة مع الحق : هناك ارتباط كبير بين الرحمة والحق وليس بين الرحمة والباطل او الظلم ، فأن المسيح نفسه هو الرحمة والحق " وتعرفون الحق (المسيح) والحق يحرركم"(يو 8 : 32) " أحفظ الرحمة والحق وانتظر الهك دائما." (هو 12 : 6) لذلك يجب ان نسلك فى الرحمة والحق فى حياتنا  وهذا ما أكده الحكيم سليمان " لا تدع الرحمة والحق يتركانك.. فتجد نعمة وفطنة صالحة في أعين الله والناس" (ام 3 : 3) فأن الرحمة تثبت وتدوم مع الحق" فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق.."(اف6 : 14) قال القديس يوحنا ذهبى الفم " لأن الرحمة مفضلة عند الله ، فهى التى جعلته يصير أنسانا لأجل خلاصنا ."
2- الرحمة مع المحبة : تظهر الرحمة  بأعمال المحبة  العملية التى تقدم للناس المساعدة والتشجيع والعطاء.الخ "من نظر أخاه محتاجا وأغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه. يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق."(1يو3: 17، 18) وان الإنسان الرحيم ينال رحمة الله ورعايته  " طوبى للرحماء لأنهم يرحمون." (مت5 : 7) وعدل الله يقضى بأن من لم يعمل رحمة لا تستحق الرحمة  "لان الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة والرحمة تفتخر على الحكم."(يع 2 : 13) قال القديس كبريانوس " إن من لا يرحم لا يستحق مراحم الله ولا يحصل على نصيب من العطف الالهى بصلواته ."
3- الرحمة مع الشفقة : إن الشفقة واللطف يجب أن يلازما الرحمة مع الجميع  "كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله ايضا في المسيح." (اف 4 : 32) " كونوا جميعا متحدي الرأي بحس واحد ذوي محبة أخوية مشفقين لطفاء."  (1بط  3 :  8)  
ومثل السامرى الصالح مثال للرحمة والشفقة بدون تفرقة (لو10: 30-37) قال القديس يوحنا ذهبى الفم " الرحمة تصعد بالإنسان إلى علو التسامح ، وتعطيه دالة عند الله ، كأم الملك التى تشفع لدى ابنها ، لأجل كل من يطلب منها." وقال القديس مار اسحق "استر على الخاطئ من غير أن تنفر منه لكيما تحملك رحمة الله ."

V مجالات الرحمة :
1- رحمة بأعمال الخير : هى دليل على الرحمة والصلاح "فإذا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع و لاسيما لأهل الإيمان." (غل6: 10) فأن كان الله ساكنا فينا فيجب أن يكون هناك تدفقا من أعمال الخير والصلاح "لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها"  (اف 2 : 10) كما يجب ان يكون لنا استعداد دائم لعمل الخير "فلا نفشل في عمل الخير لاننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكل"(غل 6 : 9) وعلى قدر طاقتنا نعمل أعمال رحمة "كن رحيما على قدر طاقتك"(طو4 : 8) قال القديس القديس اثناسيوس "اهتم بعمل الخير حسب قوتك من اجل الله لاسيما للمسيئين أليك ومبغضيك لكى تغلب الشر الذى فيهم نحوك."  
2- رحمة بالمساكين: إن المساكين والفقراء والمحتاجين هم فى اشد الحاجة إلى الرحمة والمساعدة والعطف باى وسيلة " من يحتقر قريبه يخطئ ومن يرحم المساكين فطوبى له"(ام14: 21) فان الرحمة والمساعدة للفقير تعتبر موجه لله نفسه "من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفه يجازيه"(ام19 : 17) لذلك الله يبارك من يرحم الفقراء والمساكين "ابسط يدك للفقير لكي تكمل بركتك"(سيراخ 7 : 36) قال القديس نيلوس "لتكن رحيما على المحتاجين لكيما يرحمك الله ويعينك ، اصنع الخير بالمساكين فإنهم يرضون الديان عوضا عنك ."
3- رحمة بالصلاة : فى صلاة القداس الالهى نطلب دائما رحمة الله ونكررها كثيرا "يارب ارحم - كيرياليسون" ، كما فى صلوات الأجبية نرددها 41مرة " ارحمنا يا رب ارحمنا لأننا كثيرا ما امتلأنا هوانا (بسبب خطايانا)"(مز 123 : 3) وطلب رحمة الله  تشمل المعونة والمغفرة والصفح ..الخ " أيها الرب اله الجميع ارحمنا وانظر ألينا وارنا نور مراحمك."(سيراخ36 : 1) إن الإنسان الرحوم تقبل صلاته قال القديس مار اسحق "إن صلاة الرحومين لا يمكن إلا أن ترقى للسماء ."

  V بركات حياة الرحمة :
1- الرحمة والمعونة الإلهية : " طوبى للرحماء لأنهم يرحمون"(مت5: 7) الله رحيم وممتلئ صلاحا وإذا أردت أن تختبر رحمته ، ارحم الآخرين عندئذ ينفتح أمامك باب قلبه فتغمرك رحمته إلى الأبد  "اما رحمة الرب فالي الدهر والأبد على خائفيه وعدله على بني البنين (مز 103 : 17) ما أعظم رحمة  ومعونة الله  "طوبى لمن اله يعقوب معينه ورجاؤه على الرب إلهه."(مز 146 : 5) قال القديس يوحنا ذهبي الفم " ليس أقوى من الذي يتمتع بالعون السماوي ، كما انه ليس اضعف من الذي يحرم منه" وترنم الكنيسة فى الاصوام طوبى للرحما على المساكين    فان الرحمة تحل عليهم والمسيح يرحمهم فى يوم الدين  ويحل بروح قدسه فيهم  
2-   استجابة الصلوات  : إن الرحمة تجعل باب السماء مفتوحا لاستجابة الصلوات "طلبت الى الرب فاستجاب لي ومن كل مخاوفي أنقذني"(مز 34: 4) أما عدم الرحمة فهى تمنع استجابة الصلوات " من يسد أذنيه عن صراخ المسكين فهو ايضا يصرخ ولا يستجاب." (ام 21: 13) كذلك الرحمة بالمساكين تنجى الإنسان من شرور كثيرة "طوبى للذي ينظر الى المسكين في يوم الشر ينجيه الرب."(مز41: 1) فأن صلاة الرحماء هى المستجابة قال الشيخ الروحانى " من يترحم (يتصدق) على إنسان ، فأن باب الرب مفتوح لطلباته كل ساعة."
3-  الرحمة تؤهل للسماء : إن أعمال الرحمة والعطاء والصدقة من مؤهلات الدخول الى ملكوت السموات كما قال رب المجد ممتدحاً الرحماء " تعالوا إلىً يا مباركي أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم لأني جعت فأطعمتموني ، عطشت فسقيتموني ، كنت غريباً فأويتمونى ، عريانا فكسوتموني ، مريضاً فزرتموني ، محبوساً فأتيتم إلىً ..الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد اخوتى هؤلاء الاصاغر فبى فعلتم " (مت25: 31-46 ) قال القديس يوحنا التبايسى " من يفتح بابه للمعوزين يمسك في يده مفتاح باب الله (السماء)."!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق